منتدى ولاية البيض
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
قراءة في تاريخ النقد الأدبي 350289543
المواضيع الأخيرة
» حروب الردة
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالإثنين 29 أغسطس - 10:49 من طرف baroun

» حروب الردة
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالإثنين 29 أغسطس - 10:48 من طرف baroun

» بارون احتاجك
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 23 يونيو - 11:38 من طرف baroun

» موقع أصيل........دعـــوة للزيارة
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 23 يونيو - 9:32 من طرف ASSIL

» baroun pliiz
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالخميس 19 مارس - 0:23 من طرف baroun

» حلويات سهلة جدااااااااااا وغير مكلفة للضيف المفاجئ
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 17 مارس - 18:04 من طرف زائر

»  اكلة رائعة و شهية
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 24 فبراير - 19:19 من طرف فتيحة مرابط

» الاكلات المفضلة لولاية البيض
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالسبت 27 ديسمبر - 20:43 من طرف amal msiliya

» ارجوكم خاصة بارون استاد الفيزياء اريد اختبار الفيزياء ارجوكم المخنصييين في الفيــــزياء
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالخميس 27 فبراير - 6:01 من طرف baroun

» الترقية في الدرجات
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 18 فبراير - 18:25 من طرف كريمان

» الدارة الكهربائية المستقصرة
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالخميس 6 فبراير - 14:10 من طرف zaki32

» من فضلك ادخل ولا تبخل ان كنت مسلما حقا ادخل ولا تبخل علي ارجوك بليززززززززززززززززززززززز
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالإثنين 3 فبراير - 15:48 من طرف زائر

» من فضلكم من ينشا لي فيس بوووك بليزززززز
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالأحد 2 فبراير - 12:15 من طرف زائر

» من فضلكم ادخلواا وترحمو عليه
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 21 يناير - 15:06 من طرف baroun

» عمي بربوشة الطاهي المميز
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالإثنين 13 يناير - 5:40 من طرف baroun

» عمي حميش...
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالأربعاء 8 يناير - 14:45 من طرف amani32

» السي بوحصيدة
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالأربعاء 8 يناير - 14:41 من طرف amani32

» هل تريد الربح 100/100 مضمونة يلاااااااااا ادخل
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالجمعة 3 يناير - 14:00 من طرف زائر

» مواضيع و حلول (امتحانات مهنية) مسابقات 8 و 9 ديسمبر 2013 الخاصة بالأسلاك و الرتب التالية :ـ 1. مفتش التعليم الابتدائي مواد و إدارة 2. مدير متوسطة 3. مدير ابتدائية
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالجمعة 20 ديسمبر - 16:11 من طرف baroun

» خبراء الكمبيوتر مساعدة
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالثلاثاء 3 ديسمبر - 19:32 من طرف baroun

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
baroun
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
om nadjmeddine
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
karim.32
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
sal_el
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
رميصاء
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
سوسو 19
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
دمعة حزن
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
3afan
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
ziyani
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
imane
قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_rcapقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_voting_barقراءة في تاريخ النقد الأدبي I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 91 بتاريخ الجمعة 19 يوليو - 17:59

 

 قراءة في تاريخ النقد الأدبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
om nadjmeddine
مستشارة مدير المنتدى
مستشارة مدير المنتدى
om nadjmeddine


الوسام : قراءة في تاريخ النقد الأدبي 7

انثى
عدد المساهمات : 1863
نقاط : 6524
تاريخ التسجيل : 05/04/2010
العمر : 36
الموقع : http://www.elbayadh.ahladalil.com

قراءة في تاريخ النقد الأدبي Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في تاريخ النقد الأدبي   قراءة في تاريخ النقد الأدبي I_icon_minitimeالإثنين 24 يناير - 12:37


________________________________________
النقد في صدر الإسلام
إن
صدر الإسلام يعني عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين أو
فترة ظهور الإسلام حتي قيام الدولة الأموية علي يد معاوية بن أبي سفيان سنة
41ه.
ففي هذه الحقبة تأثرت الحياة الأدبية إلى حد كبير بالإسلام وبالقرآن الكريم معجزته الخالدة .
أن
الله تعالي نزه نبه صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه
وسلم عن تعاطي الشعر (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) ولكنه كان يحب الشعر
ويعرف قيمته فقال صلى الله عليه وسلم (أن من الشعر لحكمة).
فهنا يشتد
الجدل ونصبح أمام موقفين متناقضين, ولكن الواقع ينفي ذلك نفيا قاطعا,
فالرسول يذم نوعا خاصا من الشعر الذي يجافي روح الإسلام وسماحته وتعاليمه
والذي يباعد بين العرب والمسلمين.فهو الذي يمدح الشعر المنبري للدفاع عن
السلام والانتصار للحق .
فالنقد لشريك للأدب في خطواته سادته روح إحقاق
الحق ونصرة الإسلام. فحركة النقد في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أضافت
منظورا جديدا لمفهوم ومرتكزات النقد التي كانت سائدة في العصر الجاهلي ,
متمثلة في عدول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشعر عن طريقة العصر الجاهلي
بكل قيمه واتجاهاته وبدأت تتجه اتجاها إسلاميا , يكون فيه مقياس العمل
الأدبي بمقدار مطابقته للحق وإرساء قيم العدالة السماوية.
ورغم الاتجاهات الجديدة لحركة النقد نجده ظل نقدا فطريا مجردا من التعليـــــــــــــــــــــــل.
ونواصل

________________________________________
أما
في عهد الخلفاء الراشدين فقد استمرت الروح الفطرية لفترة طويلة حتي بدا
التغيير على يد الخليفة عمر بن الخطاب كرم الله وجهه حين فاضل زهير علي
سائر الشعراء معللا ذلك الي الصياغة اللفظية وجودة المعاني والابتعاد عن
المستهجن منها .
معني هذا أن عنصر الصدق والتعليل والتغيير في عرض الأحكام من أهم السمات النقدية المضافة لحركة النقد الأدبي في ذلك العصر.
وهذا
يؤكد أن فترة الخلفاء الراشدين أضافت بعد آخر لحركة النقد الأدبي وهي
تطوير الأحكام النقدية الي أحكام معللة وفتح آفاق جديدة للمدارس النقدية .
إننا علي موعد مع النقد في العصور التالية والحركة الأدبية بشكل عام علي هذه الشاشة
________________________________________

النقد الثقافي والنقد الأدبي



لن
يختلف اليوم اثنان في أنّ النقد العربي الحديث باتجاهاته ومدارسه المختلفة
ما زال يعيش على منجزات النقد الغربي، ويواجه نتيجة لذلك إشكالية أساسية
تكمن في البحث عن هوية وتحديد مسار خاص به ومناسب لطبيعة النص العربي
والثقافة العربية بشكل عام. ومن اللافت أن النقاد العرب الذين تأهلوا في
الغرب ودرسوا مناهج النقد الحديثة في الجامعات الغربية هم - في كثير من
الأحيان - الذين تنبهوا إلى غناء تراثنا النقدي القديم ودعوا إلى العودة
إلى هذا التراث واستلهام منجزاته وتطويرها. ويمكن أن نجد صدى لتلك الدعوات
في كتابات الدكتور عبد العزيز حمودة الذي يؤكد أن النقد العربي المعاصر
يعيش حالة من الاغتراب والانقطاع عن جذوره الثقافية ويعاني من تبعية خانقة
للنقد الغربي. وهذا ما دفعه إلى الدعوة إلى الاستفادة من كتب التراث النقدي
العربي للخروج من التيه والتأسيس لنظرية نقدية عربية "أصيلة". وفي الوقت
نفسه لا نزال نشهد باستمرار ظهور اتجاهات وممارسات نقدية "عربية" جديدة هي
في الغالب صدى متأخر للمدارس النقدية الغربية. فالدكتور عبد العزيز حمودة
يؤكد في خاتمة الجزء الأخير من ثلاثيته حول النقد العربي (الخروج من التيه،
سلسلة عالم المعرفة، ص351) أن "هناك مشروعا نقديا جديدا يجري الترويج له
اليوم في أروقة المثقفين العرب هو النقد الثقافي الذي يمثل افتتانا جديدا
بمشروع نقدي غربي تخطته الأحداث داخل الثقافة أو الثقافات التي أنتجته".

ويعود
ظهورا أولى ممارسات النقد الثقافي في أوروبا إلى القرن الثامن عشر. لكن
تلك المحاولات المبكرة لم تكتسب سمات مميزة ومحددة في المستويين المعرفي
والمنهجي إلا مع بداية التسعينات من القرن العشرين وذلك حين دعا الباحث
الأمريكي فنسنت ليتش إلى "نقد ثقافي ما بعد بنيوي" تكون مهمته الأساسية
تمكين النقد المعاصر من الخروج من نفق الشكلانية والنقد الشكلاني الذي حصر
الممارسات النقدية داخل إطار الأدب كما تفهمه المؤسسات الأكاديمية
"الرسمية"، وبالتالي تمكين النقاد من تناول مختلف أوجه الثقافة ولاسيما تلك
التي يهملها عادة النقد الأدبي.

أما في اللغة العربية، فيرى سعيد
البازعي وميجان الرويلي في كتابهما (دليل الناقد الأدبي، ص 305) أن النقد
الثقافي، في دلالته العامة، يمكن أن يكون مرادفا "للنقد الحضاري" كما مارسه
د. طه حسين والعقاد وأدو نيس ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي. لهذا
فهما يعرفان النقد الثقافي على أنه "نشاط فكري يتخذ من الثقافة بشموليتها
موضوعا لبحثه وتفكيره ويعبر عن مواقف إزاء تطوراتها وسماتها". وإذا ما
تجاوزنا تقديم سعيد البازعي و ميجان الرويلي للنقد الثقافي فإننا نجد أن
الناقد العربي السعودي عبد الله محمد الغذّامي هو أول من حاول تبنّي مفهوم
النقد الثقافي في معناه الحديث الذي حدده فنسنت ليتش واستخدم أدواته
لاستكشاف عدد من الظواهر الثقافية العربية التي لم تستطع مختلف مدارس النقد
الأدبي السابقة التصدي لها.

والدكتور عبد الله الغذامي واحد من
أهم النقاد العرب المعاصرين الذين يملكون مشروعا نقديا ثقافيا حداثيا
متكاملا. ويعمل حاليا أستاذ النظرية والنقد في جامعة الملك سعود في الرياض.
وقد نشر عددا لا بأس به من الكتب مثل: (الخطيئة والتكفير، من البنيوية إلى
التشريحية)1985، و(تشريح النص) 1987، و(الموقف من الحداثة)1987، و(الكتابة
ضد الكتابة)1991، و(ثقافة الأسئلة : مقالات في النقد والنظرية) 1992،
و(القصيدة والنص المضاد)1994، و(المشاكلة والاختلاف) 1994، و(المرأة
واللغة)1997، و(ثقافة الوهم : مقاربات من المرأة واللغة والجسد) 1998،
و(تأنيث القصيدة والقارئ المختلف) 1999، و(حكاية الحداثة في المملكة
العربية السعودية) 2003، و(النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية
العربية) 2000. في هذا الكتاب الأخير يعرف د. عبد الله الغذامي النقد
الثقافي على النحو الآتي: " النقد الثقافي فرع من فروع النقد النصوصي
العام، ومن ثم فهو أحد علوم اللغة وحقول الألسنية معنيّ بنقد الأنساق
المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وأنماطه وصيغه، ما هو
غير رسمي وغير مؤسساتي وما هو كذلك سواء بسواء. ومن حيث دور كل منها في
حساب المستهلك الثقافي الجمعي. وهو لذا معني بكشف لا الجمالي كما شأن النقد
الأدبي، وإنما همه كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي/الجمالي، فكما أن
لدينا نظريات في الجماليات فإن المطلوب إيجاد نظريات في القبحيات لا بمعنى
عن جماليات القبح، مما هو إعادة صياغة وإعادة تكريس للمعهود البلاغي في
تدشين الجمالي وتعزيزه، وإنما المقصود بنظرية القبحيات هو كشف حركة الأنساق
وفعلها المضاد للوعي وللحس النقدي".(ص 83-84)

وإذا كان الدكتور
الغذامي يرى أنّ مجال النقد الثقافي هو النص، فهو في الواقع يعمد إلى تفجير
مفهوم النص نفسه الذي يتمدد ليصبح بحجم ثقافةٍ ما بأكملها. ومن ثمّ فأن
هذا النص، الذي "لم يعد نصا أدبيا جماليا فحسب، لكنه أيضا حادثة ثقافية"
(ص78) لا يقرأ لذاته ولا لجماليته، وإنما يعامل بوصفه حامل نسق أو أنساق
مضمرة يصعب رؤيتها بواسطة القراءة السطحية لأنها تتخفى خلف سحر الظاهر
الجمالي. وبالتالي فمهمة القارئ/الناقد تكمن أساسا في الوقوف على أنساق
مضمرة مرتبطة بدلالات "مجازية كلية" وليس على نصوص ذات دلالات صريحة.
والغذامي لا يرفض الدلالة المتداولة لكلمة النسق "ما كان على نظام واحد أو
البنية"،( ص 76)، لكنه يؤكد أن هذه الكلمة تغدو في مشروعه النقدي "مفهوما
مركزيا يكتسب قيما دلالية وسمات اصطلاحية خاصة". والنسق عنده لا يتحدد عبر
وجوده المجرد بل من خلال وظيفته التي لا تتحقق إلا في وضع محدد ومقيّد وذلك
حين يتعارض نسقان أو نظامان من أنظمة الخطاب أحدهما ظاهر والآخر مضمر
ومناقض للأول وناسخ له في نص واحد أو في ما هو في حكم النص. (ص77) لذلك
فالنقد الثقافي ـ كما ينظر إليه الغذامي ـ يسعى إلى كشف حيل الثقافة في
تمرير أنساقها تحت أقنعة ووسائل خاصة تتدثر بأغطية الجمال والبلاغة. وهذه
الأنساق المضمرة التي يسعى النقدي الثقافي لفضحها، هي أساس الاستهلاك
الثقافي الذي يحدد مدى جماهيرية نص ما واستمرار يته.
________________________________________
وينظر
الدكتور عبد الله الغذامي في مشروعه النقدي هذا إلى الثقافة العربية كنص
ضخم متنوع التكوينات والوجوه. ويرى أن السؤال الذي ينبغي على القارئ/الناقد
الإجابة عنه هو: كيف يمكن داخل نص/الثقافة العربية أن نقرأ بعض الأنساق
التي تشكلت عبر القرون وتكوّن السمات المميزة لهذه الثقافة؟ كما يؤكد
الغذامي أن على الناقد أن يميّز بين السمات الإيجابية والسمات السلبية التي
ينبغي التركيز عليها لأن هذا يقودنا إلى التعرف على عيوبنا الحضارية
والعراقيل التي اعترضت مسيرة النهضة العربية. وقد اختار الغذامي نسق
"الفحل" الذي يؤكد أنه في الثقافة العربية قد انتقل من الشعر إلى مختلف
نواحي الحياة. فصار لدينا، إلى جانب الشاعر الفحل: الفحل الاجتماعي والفحل
الثقافي والفحل الإعلامي والفحل السياسي...".

ولكي يستطيع الغذامي
أن يصل إلى غايته تلك أي إلى قراءة الأنساق المضمرة في الثقافة العربية لجأ
إلى منهج القراءة التأويلية الذي استخدمه في كتاباته السابقة. واضطر كذلك
إلى إضافة عنصر سابع للمخطط الذي وضعه رومان جاكبسون لعملية الاتصال؛ وهو
عنصر النسق، وبهذه الإضافة تحقق اللغة سبع وظائف بدلاً من ست، وهي : ذاتية
وإخبارية ومرجعية ومعجمية وتنبهيه وشاعرية ونسقية. وبعكس عنصر السياق الذي
يرتبط بفترة اللحظة الزمنية التي تتم فيها عملية الاتصال، يأخذ عنصر النسق
أبعادا تاريخية إذ أنه لا يتجسّد إلا من خلال استمرارية في ثقافة ما. وقد
مكنت هذه الإضافة د. عبد الله الغذامي من توسيع أدوات النقد الأدبي،
البلاغية والبنيوية والاجتماعية، التي لم يستغني عنها كليا.


بالنسبة للمجاز مثلا، نجده قد تحول من القيمة البلاغية التي - في النقد
الأدبي- تدور حول الاستعمال المفرد للفظة أو الجملة الواحدة إلى القيمة
الثقافية التي يحتويها النص. وبهذا التحول يغدو المجاز ازدواجا دلاليا،
ويقرأ على مستوى النص بأكمله الذي يحمل بعدين دلاليين، أحدهما حاضر وماثل
في عناصره اللغوية الظاهرة، وثانيهما مضمر. وهذا البعد الدلالي المضمر هو
الفاعل والمحرك الخفي الذي يتحكم في سلوكنا العقلي والتذوقي، وأشكال تلقينا
لهذه الظاهرة الثقافية أو تلك. و يطلق الغذامي على هذا النمط من المجاز
تسمية (المجاز الكلي) وهو - في رأينا - يتداخل مع ما يسميه بالتورية
الثقافية. (ص67-71)

وبما أننا لا نسعى في هذه السطور إلى استعراض
مختلف القضايا المتعلقة بمفهوم النقد الثقافي، كأصله ومناهجه ومجالاته
وآلياته التي فصلها الغذامي في كتابه (النقد الثقافي: قراءة في الأنساق
الثقافية العربية)، بل إلى معرفة العلاقة أو الفرق بين النقد الأدبي والنقد
الثقافي، فإننا سنحاول - هنا - أن نبحث في كتابات كل من فنسنت ليتش وعبد
الله الغذامي عن إجابات للأسئلة الآتية: هل في النقد الأدبي ما يعيبه أو
ينقصه كي نبحث له عن بديل؟ هل يستطيع النقد الثقافي أن يكون بديلاً عن
النقد الأدبي؟ أو أن النقد الثقافي ليس إلا تسمية حديثة لوظيفة قديمة؟

بالنسبة
لفنسنت ليتش فهو يؤكد،عند تناوله لطبيعة الروابط بين النقد الثقافي والنقد
الأدبي أنّ هذين النقدين مختلفان على الرغم من وجود بعض نقاط الالتقاء
والاهتمامات المشتركة بينهما. وبعكس بعض المهتمين الآخرين بالنقد الثقافي
الذين يرون أن على النقد الثقافي أن يركز على تلك الظواهر التي يهملها
النقد الأدبي مثل مظاهر الثقافة الشعبية أو الجماهيرية، ويبتعد عن الميادين
الأدبية "المتعالية" كنظرية الأدب، يرفض فنسنت ليتش الفصل بين النقد
الأدبي والنقد الثقافي، ويرى أن اختصاصيي الأدب يمكن أن يمارسوا النقد
الثقافي دون أن يتخلوا عن اهتماماتهم الأدبية".

أما الدكتور عبد
الله الغذامي فيقول في محاضرة ألقاها في مطلع سنة 2002 في مؤسسة عبد الحميد
شومان: "نحن لا نملك إلا أن ننسب النقد الأدبي إلى الأدب، وبالمقابل فإننا
سننسب النقد الثقافي إلى الثقافة". كما يلاحظ الغذامي أن النقد الأدبي
الذي في الثقافة العربية قد ترعرع في أحضان البلاغة أصبح فنا في البلاغة
يعنى في المقام الأول بجمالية النصوص والوقوف على مكونات أدبيتها، أو كشف
عوائقها. كما يتهم د. عبد الله الغذامي النقد الأدبي أنه، قديماً وحديثاً،
لم يتعامل إلا مع النصوص التي تعترف المؤسسة الثقافية الرسمية بأدبيتها
وجمالها واستبعد النصوص والظواهر الثقافية الأخرى التي لا تحظى باستحسان
تلك المؤسسة التي وضعت معايير صارمة لتقنين ما هو جمالي وما هو غير جمالي.
وقد أدى ذلك إلى إهمال ما هو مستحسن جماهيريا مثل كتاب ألف ليلة وليلة.
ويرى الغذامي أن تركيز النقد الأدبي على النصوص الأدبية "الرسمية" قد جعل
منه قلعة أكاديمية معزولة وغير فاعلة بين عامة الناس. لهذا يرى الغذامي أن
النقد الأدبي الذي لم يلتفت إلا إلى الجماليات قد فشل في الكشف عن القبح
الذي يستتر تحت الغطاء البلاغي. ومهمة النقد الثقافي الذي يسعى إلى رفع
ستار البلاغة عن العمل الأدبي هي تبصيرنا بخطر "العيوب النسقية المختبئة
تحت عباءة الجمالي".

وحين سُئل عما إذا كان النقد الثقافي سيصبح
بديلا عن النقد الأدبي أجاب الغذامي: "إنني أحس أننا بحاجة إلى النقد
الثقافي أكثر من النقد الأدبي، ولكن انطلاقاً من النقد الأدبي لأن فعالية
النقد الأدبي جربت وصار لها حضور في مشهدنا الثقافي والأدبي وقد توصلنا إلى
أن الكثير من أدوات النقد الأدبي صالحة للعمل في مجال النقد الثقافي بل
أستطيع أن أؤكد بأننا ومنذ عصر النهضة العربية وحتى يومنا الراهن ما من شيء
جرب واختبر ثقافياً مثل النقد الأدبي، ولهذا أدعو إلى العمل على فعالية
النقد الثقافي انطلاقاً من النقد الأدبي وعبر أدواته التي حازت على ثقتنا
بعدما أخضعناها للمعايير المعروفة عالمياً ولا شك بأنه بات للنقد الأدبي في
بلادنا العربية من الحضور والسمعة ما يؤكد على أهميته في حياتنا الثقافية
والأدبية، وأن المشكلات أو الملاحظات التي تسجل على النقد الأدبي لا تتوجه
نحو الأدوات أو الضرورات، وإنما تتوجه إلى الغايات والمقاصد وطرائق العمل
في مجالات النقد والتي تؤدي أحياناً أو أغلب الأحيان إلى ما نسميه بالتحيز
والمحاباة أو الاقتصار على أمر من الأمور كالجانب التنظيري وحسب".

وعلى
الرغم من ذلك فما زال كثير من الباحثين، مثل عبد العزيز حمودة، يرون في
النقد الثقافي (مجرد) افتتان فئة من الأساتذة العرب بمنهج نقدي غربي لم
يثبت فعاليته حتى داخل الثقافات الغربية التي أفرزته. ومنهم من لا يرى في
النقد الثقافي إلا إحدى مظاهر العولمة.

لقد
أدى النقد الأدبي دوراً مهماً في الوقوف على (جماليات) النصوص، وفي
تدريبنا على تذوق الجمالي وتقبل الجميل النصوصي، ولكن النقد الأدبي، مع هذا
وعلى الرغم من هذا أو بسببه، أوقع نفسه في حالة من العمى الثقافي التام عن
العيوب النسقية المختبئة من تحت عباءة الجمالي، وظلت العيوب النسقية
تتنامى متوسلة بالجمالي، الشعري والبلاغي، حتى صارت نموذجاً سلوكياً يتحكم
فينا ذهنياً وعملياً وحتى صارت نماذجنا الراقية-بلاغياً-هي مصادر الخلل
النسقي. ولنأخذ أمثلة من أبي تمام والمتنبي وأدو نيس ونزار قباني، وهي
أمثلة على الجمال الشعري وهي أيضا أمثلة على الخلل النسقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elbayadh.ahladalil.com
 
قراءة في تاريخ النقد الأدبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النقد الأدبي وانفجار النظرية
» فائدة احتياطي النقد الأجنبي في دولة الجزائر
» قراءة القرآن في رمضان
» فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة....
» كيفية قراءة الساعة باللغة الانجليزية ....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ولاية البيض :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: لغة الضاد-
انتقل الى: