السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتبر علم الفلك(astronomie )من أهم العلوم وأقدمها إثارة للفكر الإنساني،ولقد إنصب إهتمام الشعوب منذ فجر التاريخ بما يحدث في السماء،وعندما رصد الإنسان السماء بدأ يكتشف أنه يسبح في كون لا نهاية له.
لم يكن للعالم في بدايته وجود،فقد شاء الله جل جلاله أن يبدأ الخلق من سماوات وأرض وما بينهما من نقطة مادية صغيرة ذات كثافة عالية تفوق درجة حرارتها ألف مليار درجة مئوية،فماذا حدث؟وما هي النتائج؟
إن الفكرة العلمية السائدة هي نظرية الإنفجار الكبير،ومعنى ذلك أن الكون إنطلق من نتقطة ذات كثافة كبيرة وحرارة عالية،فحدث في لحظة من اللحظات(غير معروفة)ما سمي بالإنفجار الكبيرbig bang وتناثرت أجزاءه وأخذت في الإتساع دون توقف،وإذا رجعنا إلى الوراء،فإننا سنجد أن إكتشاف الكون قدبدأ منذ زمن بعيد،فمنذ القدم والإنسان يحاول إكتشاف أسرار السماء والتعرف على محتواها من نجوم وغيرها،ومن الأشياء التي أثارت إهتمام الإنسان هي تلك الكتل المضيئة التي تشبه سحبا صغيرة مضيئة،ولم يتمكن الفلكيون من كشف أسرار هذه السحب بسرعة،لكن الشيء الذي أعطى دفعة لهذه البحوث هو إكتشاف أول مجرة وهي مجرتنا المسماة بدرب التبانة(la voie lactée) وكان أول من إفترض وجود هذه المجرة هو الفلكي(thomas wright) سنة 1750م،وع مطلع القرن التاسع عشر وتطور الرصد التليسكوبي تمكن الفلكيون من إكتشاف الاف السحب الفلكية،وتأكدوا على أن الكون مكون من مجرات عديدة تبعد عن بعضها البعض بمسافات شاسعة،ولفهم هذه التغيرات نقوم بالتجربة التالية:حيث نمسك كرة مطاطية ثم نضع عليها بعض النقط،فنلاحظ أنه كلما نفخنا في الكرة إزداد البعد بين النقط المذكورة،هذه الفكرة تنطبق بالضبط على تباعد الكواكب مع مرور الزمن.
إن ماوصل إليه الإنسان حول نظرية الإنفجار الكبير بعد جهد طويل قد ذكره القرأن منذ خمسة عشر قرنا خلت،حيث يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز"أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما"سورة الأنبياء الأية 30،ومعنى ذلك أن السماء والأرض كانتا ملتصقتين أي شيئا واحدا،ففصل الله بينهما بقدرته بالمطر والنبات،وفيما يخص نظرية تمدد الكون(1929م)نذكر قول الله تعالى"والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون"سورة الذاريات الأية47،ففي تفسير السيد قطب رحمه الله:(الأيد:القوة)والقوة أوضح،ماينبئ عن بناء السماء الهائل المتماسك(مإنا لموسعون) حسب تفسير إبن كثير أي قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد،وليس بين المسائل العلمية المكتشفة حديثا سواء في علم الفلك(تحرك الكون...) أوعلم الإنسان (تطور الجنين،البيولوجيا الجزيئية...)تعارض مع ما جاء في كتاب الله عز وجل،بل على العكس من ذلك.
وهذه بعض الأسئلة نترك القارئ يجيب عليها بنفسه:
-هل كان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تلسكوبا لرؤية المجرات؟
-هل كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيزيائيا وملما بعلم الرياضيات لمعرفة توسع الكون؟
-كيف تعرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم على نظرية الإنفجار الكبير؟