عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
موضوع: ما هو التنطع المذموم ؟ السبت 2 أكتوبر - 14:17
ما معنى التنطع في الإسلام ؟ وهل تغطية الوجه وإعفاء اللحى والالتزام بجميع أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ورفض كل ما هو مستحدث فى الدين يعد تشددا ؟ وما معنى أنه صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ؟
[url=http://www.saudizoom.com/goto.php?url=http%3A%2F%2Fwww.tunisia-cafe.com%2Fvb][/url] الحديثالذي ورد في ذم التنطع جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنهقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ . قَالَهَا ثَلَاثًا ) رواه مسلم (2670) وللعلماءفي تفسير " التنطع " و " المتنطعين " عبارات كثيرة ، تتوافق ولا تتعارض ،وكلها تجتمع في معنى واحد ، يرجع إلى التكلف والتشدد فيما لا ينبغي وفيغير موضعه الصحيح. ومن هذه المعاني : 1- الغلو في العبادة والمعاملة ،بحيث يؤدي إلى المشقة الزائدة ، والشريعة لم تأمر إلا بما فيه يسر وسماحة، ونهت عن التشدد في الدين ، وصور الغلو التي أحدثها الناس في الدين وعدهاالعلماء من التنطع لا تكاد تحصى بعدد . يقول النووي في "شرح مسلم" (16/220) : " أي : المتعمقون ، الغالون ، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " انتهى . [url=http://www.saudizoom.com/goto.php?url=http%3A%2F%2Fwww.tunisia-cafe.com%2Fvb][/url] 2-الابتداع في الدين ، بتحريم ما لم يحرمه الله ورسوله ، واستحداث صور منالعبادات والإلزامات لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (10/620) - : "الرهبانيات والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريماتالمشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات ، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمهالنبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( هلك المتنطعون ) ، وقال : ( لو مدلي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم ) مثل الجوع أو العطش المفرطالذي يضر العقل والجسم ، ويمنع أداء واجبات أو مستحبات أنفع منه ، وكذلكالاحتفاء والعري والمشي الذي يضر الإنسان بلا فائدة ، مثل حديث أبيإسرائيل الذي نذر أن يصوم ، وأن يقوم قائما ولا يجلس ، ولا يستظل ، ولايتكلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروه فليجلس ، وليستظل ،وليتكلم ، وليتم صومه ) رواه البخاري . وهذا باب واسع " انتهى 3-التقعر في الكلام ، والتشدق باللسان ، بتكلف الكلمات التي تميل قلوب الناسإليه ، حيث لا معنى ولا مضمون ، ولا فائدة ترجى من تشدقه وتقعره . فقدأورد ابن أبي الدنيا هذا الحديث في رسالة " الغيبة والنميمة " في باب " ماجاء في ذم التقعر في الكلام " (ص/15) وروى فيه عَنْ عُمَرَ بْنِالْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِيكُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ ) رواه أيضا أحمد في "المسند" (1/22) وحسنه محققو المسند . وروى فيه أيضا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان ) قال ابن الأثير في "النهاية" (5/164) : "المُتَنَطِّعون : هم المُتعَمِّقون المُغالون في الكلام ، المتكلِّمونبأقْصَى حُلوقهم . مأخوذ من النِّطَع ، وهو الغارُ الأعْلى من الفَم ، ثماستُعْمِل في كل تَعَمُّق قولاً وفعلا " انتهى . 4- الخوض فيما لا يعني ، والسؤال عما لا ينبغي ، وتكلف البحث فيما لا يغني . قال الخطابي : "المتنطع : المتعمق في الشيء ، المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلامالداخلين فيما لا يعنيهم ، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم " انتهى . نقلاعن " عون المعبود " (12/235) ويقول ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص/285) : "المتنطع : هو المتعمق ، البحاث عما لا يعنيه ؛ فإن كثرة البحث والسؤال عنحكم ما لم يذكر في الواجبات ولا في المحرمات ، قد يوجب اعتقاد تحريمه ، أوإيجابه لمشابهته لبعض الواجبات أو المحرمات ، فقبول العافية فيه ، وتركالبحث عنه والسؤال خير " انتهى بتصرف. ثم ذكر ابن رجب رحمه الله أمثلة لماينبغي تجنب البحث فيه من تفاصيل أمور الغيب المجهولة والفروق الفقهيةالمتكلفة ، والتفريع على المسائل التي يندر وقوعها، ونحوها. قال الشيخ ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين" (1/416-418) : "كذلك أيضاً من التشديد في العبادة ، أن يشدد الإنسان على نفسه في الصلاةأو في الصوم أو في غير ذلك مما يسره الله عليه ، فإنه إذا شدد على نفسهفيما يسره الله فهو هالك . ومن ذلك ما يفعله بعض المرضى - ولا سيمافي رمضان - حين يكون الله قد أباح له الفطر وهو مريض ، ويحتاج إلي الأكلوالشرب ، ولكنه يشدد على نفسه فيبقى صائماً ، فهذا أيضاً نقول إنه ينطبقعليه الحديث : هلك المتنطعون . ومنذلك ما يفعله بعض الطلبة المجتهدين في باب التوحيد ؛ حيث تجدهم إذا مرتبهم الآيات والأحاديث في صفات الرب عز وجل جعلوا ينقبون عنها ، ويسألونأسئلة ما كلفوا بها ، ولا درج عليها سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمةالهدى من بعدهم ، فتجد الواحد ينقب عن أشياء ليست من الأمور التي كلف بهاتنطعاً وتشدقاً ، فنحن نقول لهؤلاء : إن كان يسعكم ما وسع الصحابة رضيالله عنهم فأمسكوا ، وإن لم يسعكم فلا وسع الله عليكم ، وثقوا بأنكمستقعون في شدة وفي حرج وفي قلق ... ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعضالطلبة من إدخال الاحتمالات العقلية في الدلائل اللفظية ؛ فتجده يقول :يحتمل كذا ويحتمل كذا ، حتى تضيع فائدة النص ، وحتى يبقى النص كله مرجوجاًلا يستفاد منه . هذا غلط . خذ بظاهر النصوص ودع عنك هذه الاحتمالاتالعقلية ، فإننا لو سلطنا الاحتمالات العقلية على الأدلة اللفظية في كتابالله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما بقى لنا حديث واحد أو آية واحدةيستدل بها الإنسان ، ولأورد عليها كل شيء ، وقد تكون هذه الأمور العقليةوهميات وخيالات من الشيطان ، يلقيها في قلب الإنسان حتى يزعزع عقيدتهوإيمانه والعياذ بالله . ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض المتشددين فيالوضوء ، حيث تجده مثلاً يتوضأ ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو سبعاً أوأكثر ، وهو في عافية من ذلك . أيضاً في الاغتسال من الجنابة ، تجده يتعبتعباً عظيماً عند الاغتسال ، في إدخال الماء في أذنيه ، وفي إدخال الماءفي منخريه . وكل هذا داخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( هلك المتنطعون . هلك المتنطعون . هلك المتنطعون ) فكل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث " انتهى باختصار . [url=http://www.saudizoom.com/goto.php?url=http%3A%2F%2Fwww.tunisia-cafe.com%2Fvb][/url] ثانيا : أماالالتزام بشعائر الدين الظاهرة ، والمحافظة على حدود الله ، وامتثالأوامره ، فهذا من واجبات الدين ، وسبيل دخول جنة رب العالمين ، ولا يعدهامِن التنطع إلا مَن يريد التحلل من الشريعة ، والطعن في الأحكام الثابتة ؛فإن التنطع المذموم هو خروج عن قانون الشريعة وآدابها ، فكيف يكونالتزامها ، والتمسك بها ، والعض عليها بالنواجذ تنطعا ؟!! والحَكَمُالفصل في ذلك هو الأدلة من الكتاب والسنة ، فما جاءت به الأدلة الصحيحةالظاهرة بإيجاب شيء – كغطاء الوجه وإعفاء اللحية – ، أو تحريم شيء –كتحريم المعازف والاختلاط بالنساء ونحوه – فهذا لا يجوز وصفه بالتنطعوالتشدد ، إذ يلزم منه اتهام النبي صلى الله عليه وسلم - الذي أمرنا بها -بأنه متنطع !! وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك. أما ما لم تأت بهالنصوص ، وكان من أحد الأوجه الأربعة السابقة في تفسير التنطع ، فهذا هوما ينبغي ذمه واجتنابه ، ولا يخلط بينه وبين أحكام الشريعة الظاهرةالثابتة . ثالثا : أماحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( مَا خُيِّرَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَاأَيْسَرُ مِنْ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْإِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ) رواهالبخاري (3367) ومسلم (2327) فلا يعني بوجه من الوجوه التخلي عنالشريعة ، والتقصير في الواجبات ، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرصالناس على تحقيق العبودية لله بجميع لوازمها ، ولكن المراد بقوله ( بينأمرين ) أي من أمور الدنيا التي ليس للشرع فيها أمر أو نهي ، أو من الأمورالتي يسع فيها الاختيار من السنن والمستحبات ، أما إذا جاء التكليفبالوجوب أو التحريم فيجب الوقوف عنده من غير تعد ولا تقصير . يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/575) : "قوله : ( بين أمرين ) أي : من أمور الدنيا ، يدل عليه قوله : ( ما لم يكنإثما ) ؛ لأن أمور الدين لا إثم فيها ، وقوله : ( ما لم يكن إثما ) أي :ما لم يكن الأسهل مقتضيا للإثم ، فإنه حينئذ يختار الأشد . وفي حديث أنسعند الطبراني في الأوسط : ( إلا اختار أيسرهما ما لم يكن لله فيه سخط ) "انتهى . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
naroto.32
عدد المساهمات : 32 نقاط : 42 تاريخ التسجيل : 21/08/2010 العمر : 39
موضوع: رد: ما هو التنطع المذموم ؟ السبت 2 أكتوبر - 14:30
السلام عليكم ورحمـــــة الله وبركاتــــة شـكـرا لك عـلى الـطرح المميز بـارك الله فــيــك عـلـى هـــذا الـمـوضـوع الـمـمـيـز