chikh
عدد المساهمات : 45 نقاط : 67 تاريخ التسجيل : 16/08/2010
| موضوع: الإنتفاع بالقرآن الثلاثاء 12 أكتوبر - 14:27 | |
| الإنتفاع بالقرآن
إذاأردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, والق سمعك, واحضرحضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه, فإنّه خطاب منه لك, علىلسان رسوله, قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (قّ:37) وذلكأن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصولالأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجزلفظ وأبينه, وأدلّه على المراد.فقوله تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} (قّ:37) إشارة إلى ما تقدّم من أوّل السورة إلى ها هنا وهذا هو المؤثّر.قوله:{لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} فهذا هو المحل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا} أي حيّ القلب ، وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه إلى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام.وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ} أيشاهد القلب حاضر غير غائب. قال ابن قتيبة: "استمع كتاب الله وهو شاهدالقلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير,وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فإذا حصلالمؤثر وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووجد الشرط وهوالإصغاء, وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافهعنه إلى شيء آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر. | |
|