يوسفي بوشريط رمز الكفاح ومثال المجاهد والصورة الثورة الشعبية الحقيقية والميدانية. بوشريط من الذين باعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله ومن أجل أن تحي الجزائر حرة عربية مسلمة سائدة غير مسودة، يوسفي بوشريط الذي زرع الرعب والهلع في صفوف المعمرين والعسكريين الفرنسيين.
على يد بوشريط إندلعت شرارة نار الحرب التحريرية ضد المستعمر وفيه يتجسد نضال وكفاح شعب منطقة البيض بأكملها وكلما ذكر الثورة المسلحة إقترن بإسمها إسم يوسفي بوشريط. إنه بوسفي بوشريط الملقب بـسي لحسن المولود سنة 1924 بأولاد سيد الحاج بن عامر. كان متزوجا بامرأتين أنجب مع كل واحدة ولد وبنت. ترعرع الشهيد وسط أسرة متواضعة، متمسكة بالتقاليد العربية تعيش على فلاحة الأرض وتربية المواشي والصيد البري تلقى نعليمه الأساسي في ربوع قبيلته فحفظ ما تيسر من القرآن الكريم ومبادئ التعليم الديني. ولما بلغ أشده وأصبح في أوج شبابه دخل الميدان السياسي تارك وراءه االقبيلة ومهام العمل الفلاحي لذويه بعد أن حس بالروح الوطنية واستجاب لواجب الجهاد في سبيل الله والوطن. أنخرط في حزب الشعب الجزائري حوالي سنة 1945. وإثر الوضعية الصعبة التي مر بها الحزب بعد الحرب العالمية الثانية ومتاب عته اليقضة للأحداث وتقييمه الحازم للأوضاع إندفع منظما إلى حركة (OS) الحركة السرية التي تبنت مهام ومشاق خطة متمثلة في ثورة مسلحة وطنية شاملة وعارمة.
كان الشهيد على إتصال مستمر مع المناضل "مولاي محمد" الذي كان همزة وصل بين الشمال الغربي وجنوبه لتنظيم الثورة وتهيئة الظروف المادية والمعنوية لإندلاعها لقد تأثر الشهيد تأثرا بالغا بزيارة المرحوم "عبد الحميد بن باديس" إلى مدينة البيض والذي قال أثناءها المقولة الشهيرة: «وكأني أشم رائحة البارود تخرج من قمم الجبال مشيرا بيديه إلى جبال "اكسال وبودرقة"» .
تأثر به أغلب شباب قبيلته وأصبحوا طواقين إلى حمل السلاح وهذا ما سبب الويل على قبيلته (أولاد سيد الحاج بن عامر) وقررت السلطات الفرنسية بموافقة أغلبية القياد لمنطقة البيض بنفي هذه القبيلة بنواحي تندوف. بعد النتائج الإيجابية في الميدان التنظيمي قرر الشهيد وضع حد نهائي لحياة المدينة فعمد إلى ممتلكاته فباعها كلها وطلق زوجاته ولما قيل له لمن تركت أبناءك يا بوشريط أجاب بقولته المشهورة: «إن ثورة الجزائر ثورة أبنائي إذا نجحت نجحوا».
شرع في العمل التنظيمي التوسيعي والعسكري معا وكان هذا في أواخر سنة 1954 وبداية سنة 1955 ومن بين أعمال العسكرية التي وقعت تحت إشرافه
- في سنة 1955 موت أول متعاون مع الإستعمال
- حرق شاحنات العمل الفرنسي بطريق "الكراكدة"
- قتل ضابط صف فرنسي إثر كمين بنواحي "أربوات"
- قتل أب من أباء البيض وجسوس وضابط في المخابرات العسكرية إسمه يحي
- حرق ورشة الحلفاء بالحاسي الأبيض
- حرق حافلات في لكريمة والزرزور وهي ملك لليهودي "جاك ليفي"
- قطع الخطوط الهاتفية في مدخل مدينة البيض
- حرق خيام القياد المتعاملين مع فرنسا
ومن بين الخطط الحربية للشهيد بوشريط هي إقامة العمليات الحربية متفرقة وفي وقت واحد وترك في كل عملية رسالة تهديد ممضية بإسمه إلى الجيش الفرنسي هذا ما سبب تكالب الإستعمار على قتله وإعطاء أكثر من 05 ملايين لمن يقتله. ومن جراءته أصبح الجيش الفرنسي يلقبه "بالجنرال بوشريط" ويلقب أصحابه بمثلث الباء وهم: بوشريط، براهيم، وبن جلول) وهؤلاء الثلاثة هزوا الكيان الفرنسي طيلة سنة 1955 و1956 والدليل على ذلك جريدة "استوريا" الفرنسية بتاريخ 1956 وكذلك جريدة "نداء" وهران.
ولقد أتت قوة عسكرية هائلة من وهران إلى البيض مكتوب على ألياتها وشاحناتها قوة ضد بوشريط.
ومن بين العمليات العسكرية التي قام بها الهجوم على ثكنة عسكرية ببسمغون، الإغارة على قرية الشلالة، عملية الزرزور، جمع عدد من الأسلحة وبعد هذه العمليات الشجاعة توجه الشهيد بوشريط رفقة جماعة إلى كل من ولاية تيارت وسعيدة ليزرعة النواة الأولى والتهيئة النفسية وجمع السلاح والرجال لمساعدة منطقة البيض التي تكالبت عليها فرنسا بالجنود والسلاح الفتاك والطائرات وبعد هذه الجولة أراد الإلتحاق بالجيش التحرير الذي كان ينتظره في جبل "تاسينة" قرب قرية سيد أحمد بلعباس وأثناء عودته شاء القدر أن يقلص عمر حياته مستشهدا في ميدان الشرف في كمين نصب له في المكان المسمى "لخنيقات" (تاسينة) (على بعد حوالي 30 كلم جنوب البيض) وكان هذا في يوم 19 سبتمبر 1956 حسب بعض الشهادات