يا حافظة القرآن هنيئاً لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض....
كاتب الموضوع
رسالة
baroun المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
موضوع: يا حافظة القرآن هنيئاً لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض.... السبت 6 نوفمبر - 14:29
يا حافظة القرآن هنيئاً لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض:
فكنت ممن حقق الله بهم موعوده في قوله :"إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون"[الحجر:9] يا حافظة القرآن لا تستقلي ما فعلتِ فإن ما بين جناحيك هو العلم قال الله تعالى:"بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" [العنكبوت:49] ففي صدرك كتاب لا يغسله الماء، وقد جاء في الكتب المقدسة في صفة هذه الأمة أناجيلهم في صدورهم
" يا حاملة القرآن أنت المحسودة بحق، المغبوطة بين الخلق
حسدكِ هو الحسد الجائز ، :"لا تحاسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه في حقه فيقول : لو أوتيت مثل ما أوتي عملت فيه مثل ما يعمل "[رواه البخاري : 6974] والحسد الجائز هو الغبطة وهي تمني مثل ما للغير من الخير دون تمني زوال النعمة عنه.
يا حافظة القرآن ويا أترجة الدنيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب " [ رواه البخاري رقم 5007ومسلم 1328]وعنون عليه في صحيح مسلم: باب فضيلة حافظ القرآن.
قوله :"طعمها طيب وريحها طيب"خص صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة ، لأن الطعم أثبت وأدوم من الرائحة.
و الحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم و الريح:
أنها يتداوى بقشرها ، ويستخرج من حبها دهن له منافع وقيل: إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج . فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين ، وغلف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن ، وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها ، وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة وجودة هضم ودباغ معدة.
يا حافظة القرآن أتدرين أين رتبتكِ؟! روت أمك ِ عائشة عن النبي قال " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة [البخاري 4556] والسفرة : الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله، وقيل: السفرة :الكتبة ، والبررة : المطيعون ،من البر وهو الطاعة. والماهر:الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا تشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه ، قال القاضي: يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقاً للملائكة السفرة، ************************************************* لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى . قال : ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم. و الماهر أفضل وأكثر أجراً ، لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة ، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره ، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه؟! والله أعلم.
عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال:"يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها" [رواه الترمذي 2838وقال : هذا حديث حسن صحيح] قوله(يقال) أي عند دخول الجنة (لصاحب القرآن) أي:من يلازمه بالتلاوة والعمل (وارتق) أي: اصعد إلى درجات الجنة، (ورتل )أي: اقرأ بالترتيل ولا تستعجل بالقراءة (كما كنت ترتل في الدنيا) من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف(فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة ، فيقال للقارئ أرق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن ، ******************************************** فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة ، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك،فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة.
************************************************ يا حافظة القرآن هنيئاً لكِ فقد عمرت قلبكِ بكلام الله وأقبلتِ على مأدبته:
عن عبد الله بن مسعود :sss5: قال" إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا منه ما استطعتم ، فإني لا أعلم شيئاً أصغر من بيت ليس فيه من كتاب الله شيء ، وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الذي لا ساكن له" [رواه الدارمي 3173]
يا حافظة القرآن هنيئاً لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض....