تعريف التعويق
التعويق حالة تحد من مقدرة الفرد بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر العناصر الأساسية لحياتنا اليومية، وبينها العناية بالذات أو ممارسة العلاقات الاجتماعية أو النشاطات الاzقتصادية وذلك ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية.
المعوق من الأشخاص: هو الشخص الذي يختلف عن المستوى الشائع في المجتمع في صفة أو قدرة شخصية سواء كانت ظاهرة كالشلل وبتر الأطراف وكف البصر أو غير ظاهرة كما هو الحال في التخلف العقلي والصمم أو الإعاقة السلوكية والعاطفية. بحيث يكون هذا الاختلاف عن المستوى الشائع يستوجب تعديلاً في المتغيرات التعليمية والتربوية والحياتية بشكل يتفق مع قدرات وإمكانات الشخص المعوق -مهما كانت محدودة- ليكون بالإمكان تنمية تلك القدرات والإمكانات إلى أقصى حد ممكن.
من هم المعوقون ؟
كانوا فيما مضي، وحتى حوالي منتصف القرن الحالي، يسمونهم (المقعدون)، ثم أطلقوا عليهم كلمة (ذوي العاهات)، على اعتبار أن كلمة الإقعاد توحي باقتصار تلك الطائفة على مبتوري الأطراف أو المصابين بالشلل وأما العاهة فهي أكثر شمولاً بمدلول الإصابات المستديمة.. ثم تطور هذا التعبير عنهم إلى اصطلاح (العاجزون)، أي كل من به صفة تجعله عاجزاً في أي جانب من جوانب الحياة، سواء من حيث العجز عن العمل أو الكسب، أو العجز عن ممارسة شؤون حياته الشخصية مثل المشي وتناول الطعام وارتداء الملابس والاستحمام والنوم، أو العجز عن التعامل مع الغير، العجز عن التعلم..الخ. ولما تطورت النظرة إليهم على أنهم ليسوا عاجزين، وأن المجتمع هو الذي عجز عن استيعابهم أو عن تقبلهم أو عن الاستفادة مما قد يكون لديهم من مميزات أو مواهب أو صفات أو قدرات يمكن تنميتها وتدريبها بحيث يتكيفون مع المجتمع رغم عاهاتهم بل وربما يفوقون غيرهم ممن نطلق عليهم تجاوزاً كلمة (الأسوياء) أي عندما أدرك المجتمع أنه هو الذي يحوي تلك العوائق التي تمنعهم من التكيف معه عندئذ أصبحت المراجع العلمية والهيئات المتخصصة تسميهم (المعاقون أو المعوقون) بمعنى وجود عائق يعوقهم عن التكيف.. كما لو كانت سيارة تسير في طريق ممهدة ثم اعترضتها صخرة أو حاجز أو حفرة أعاقت مواصلة سيرها، فأصبحت بسبب هذا العائق معاقة عن الوصول إلى ما كانت تستهدفها وأصبحت محتاجة إلى معاونة من الآخرين قادرين على إزالة هذا العائق، وإصلاحها إذا كانت محتاجة إلى إصلاح (أي تأهيلها لمواصلة المشوار)، وبهذا المفهوم أصبحت كلمة (معوق) لا تقتصر على المعوقين عن العمل والكسب وإنما أيضاً تشمل المعوقين عن التكيف نفسياً واجتماعياً مع البيئة، إما بسبب إصابتهم بعاهات أو انحرافات سلوكية، وإما بسبب ما تفرضه عليهم البيئة من تطورات أو مفاجآت لم تكن في حسابهم وسنعرض فيما بعد أمثلة تجعل هذا المفهوم أكثر وضوحاً.
والآن يتطلع كل من علماء الاجتماع وعلماء الطب وعلماء النفس إلى ابتكار اصطلاح آخر جديد يطلقونه على هذه الطائفة بدلاً من كلمة المعوقين، بعد أن تبين لهم ضآلة الفارق بين (المعوقين) وبين الآخرين الذين نطلق عليهم كلمة (أسوياء) لأن كل إنسان من الطائفتين لا بد أن يكون لديه نواحي نقص ونواحي امتياز ومجموع هذه النقائض والامتيازات في شخصية الفرد تجعله قابلاً للتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، إذ أمكن توجيهه بصورة تحقق التوافق بين صفاته (إمكانياته) وبين صفات (إمكانيات) هذا المجتمع.. لدرجة أن (الأسوياء) في عرف مجتمع ما ربما يكونون (معوقون) في مجتمع آخر إذا هاجر إليه.
أسباب التعويق
يمكن تقسيم أسباب الإعاقة إلى سببين رئيسيين هما:
1. أسباب وراثية.
2. أسباب بيئية.وللحديث بقية يتبع ان شاء الله