أسعد الله أوقاتكم اخواني ..أهلا وسهلا بكـل أعضاء وزوار ومشرفي الأمل لذوي الاحتياجات الخاصةتحية طيبة مني وبعد
لو ترى ستجد البحر هادئ جميلا وديعا الكل يرغب في مداعبته، الكل يرجو صحبته والكل ينتظر لقياه
ورؤيته، نعم إنه البحر، ولو شبهنا البحر لشبهناه بحياتنا ومجتمعنا، جميل هو هادئ لطيف وديع، أزرق
بديع، تراه يتلألأ عندما يلتقي نور الشمس يفوح منه عبير نسيم عليل عند تداعبه طياته الرياح، الكل يهواه
ولا شك وكل يحبه ولا شك، فهو يحملنا ويسرنا ويفرحنا ويبعد عنا همومنا، فكيف لا نحبه وكيف لا نشتاق
إليه وكيف لا نزوره.
لكن لكل وجه خلفية ولكل صورة انعكاس ولكل نور ظلام ولكل شمس ظل، ولكل جميل نقيض
نعم إن البحر غادر خادع فتاك لا يرحم أي كان حين يغضب، فهو قاتل مدمر لا يفرق بين الصغير
وبين الكبير ولا بين الرجل وبين المرأة، نعم إنه لا يرحم.
وهو المجتمع وحياتنا، نغوص فيها وتداعبنا نلاطفها وتلاطفنا، نزورها وتفرحنا، لكن غدرها ومصيدتها
لا ترحم، لم تضيع يوما صيدا أغوته حبائل جمالها، لسن أقول هذا عن جهل ولكن عن تجربة، فالمعاق
تجره نسائم البحر العليل وتأخذه طلائع الرياحين ولكنه يجد نفسه في مكان ضيق يتخبط وحيدا بين جدائل
الغدر والخيانة، يرى الناس حوله وما من أحد يحاول إنقاذه ببساطة لأنهم فقدوا أنفسهم في هاته الدنيا الساحرة
أبعدت الصديق عن صديقه والأخ عن أبيه والزوج عن ولد وبنيه، حتى أنها أبعدت بين الناس وأنفسهم، باتوا
فرادا متشرذمين لا أحد منهم يبالي بهذا المعاق الحزن، الكل في مكانه وفي مجاله يبحث عن القوت وعن إطعام
أفواه الجياع الذين هم في بيت يصرخون، وهناك من بعدي يأت شخص وحيد يبحث عن صديق لا تهمه
مادة ولا جاه ولا سلطة كل ما يرده يعض الصدق وبعض الحب وبعض التفهم وهذا يكفيه ويسعده ويجعله
كغيره إنسانا سعيد، فلماذا هذا الخداع يا إخوتي، فهل كل هادئ يخفي وراؤه بركنا من حمم لا تبيد.
فلنتفهم غيرنا ونراعيهم فإنهم مثلنا يبحثون عن العيش الرغيد.