إن تحمل مسؤولية القيام بالواجبات المدرسية يساعد الطفل على أن يشب على تحمل المسؤولية كرجل يلتزم بوعوده
وإنهاء كل ما يسند إليه من واجبات في أوقاتها المحددة وتحقيق النجاح في عمله
إن الطفل الذي يشعر بالمسؤولية يقوم بإنجاز واجباته المدرسية والمنزلية
وإتمام المشروعات طويلة الأجل في مواعيدها المحددة
ومثل هؤلاء الأطفال يتذكرون مهماتهم الموكلة إليهم وأدوارهم كما هي على الأوراق تماماً
وفي بعض الأحيان قد يستعينون بمن هو أكبر منهم (مثل المساعدة في تصحيح الهجاء لبعض الكلمات)
ولكن في العادة يحب هذا النوع من الأطفال أن يقوموا بتأدية أعمالهم بأنفسهم دون مساعدة.
تشجيع الطفل على تحمل مسؤولية القيام بالواجبات المدرسية
تساعد الإرشادات التالية على إيجاد هذه المسؤولية لدى الطفل؛ كما تساعد على تجنب المشكلات التي تنشأ عند تكليف الطفل بالواجبات المدرسية؛ تلك المشكلات التي قد يصعب تصحيحها فيما بعد:
1. تشجيع الطفل على التعلم والشعور بالمسؤولية قبل دخول المدرسة:
يجب الإصغاء جيدا إلى الطفل؛ وتشجيعه على أن يفكّر، خذيه إلى المكتبة واقرئي له بانتظام؛ وشاهدي معه البرامج التعليمية وناقشاها سوياً. يجب أن تكوني له قدوة كشخص يحب القراءة ويجد الإثارة في التعلم ويستمتع بحل المشكلات ويعشق خوض وتجريب كل ما هو جديد.
2. أظهري للطفل اهتمامك بمستواه الدراسي:
اسألي الطفل عن يومه الدراسي، واطّلعي على شهاداته وعلقي عليها بتعليقات إيجابية؛ وامتدحيه على المواد التي أجادها وحقق فيها درجات عالية. أظهري له اهتمامك بالكتب التي يقرأها وساعديه على الحضور للمدرسة بانتظام، فلا تجعليه يتغيب عنها ويجلس في المنزل لعوارض مرضية خفيفة، حاولي أن تواظبي ووالده على حضور مجالس الآباء والأمهات التي تنظمها المدرسة؛ وأطلعيه على ما دار فيها، وإذا لم تستطيعي أن تنقلي له ذلك؛ فرتّبي اجتماعاً آخر مع معلمته بدلاً من ذلك.
3. تأييد اقتراحات وتوصيات أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة:
يجب أن تظهري للطفل احترامك لنظام المدرسة والمدرسين العاملين بها على الأقل بحضور الطفل، إن انتقاد المدرسة أمام الطفل قد يحرضه ضدها ويكون بمثابة مبرر له لإهمال واجباته، حتى وإن لم تتفقي مع سياسة المدرسة، يجب أن تشجعي الطفل أيضاً على الالتزام بنظامها تماماً كحاجته إلى الالتزام بالنظام الأوسع للمجتمع.
4. يجب أن تفهمي الطفل أن الواجبات المدرسية هي شيء بينه وبين مدرّسه:
عندما يبدأ الطفل في الذهاب إلى المدرسة يجب أن يفهم بأن واجباته المنزلية والمدرسية ودرجات تحصيله؛ هي أشياء بينه وبين معلّمه في المدرسة فقط، فالمعلم - وليس الأبوان - هو الذي يحدد الأهداف للمستوى الدراسي الأفضل للطفل، فيجب أن يشعر الطفل بالمسؤولية تجاه نجاحه أو إخفاقه بالمدرسة، فالناس عادة يفخرون أكثر بمنجزاتهم التي يشعرون أنهم حققوها بأنفسهم فقط.
إن أولياء الأمور الذين يشعرون بمسؤولية تجاه أداء الطفل في المدرسة يعطونه الفرصة ليلقي بكل ما يسند إليه من مسؤولية على عاتقيهما، وفي بعض الأحيان قد يطلب معلمو الطفل في المرحلة الابتدائية من الوالدين القيام بمراجعة بعض الأعمال في المنزل مع الطفل، والتأكد من أن الطفل قد انتهي من القيام بالواجبات التي لم يكملها بالمدرسة؛ وهذه تعد فرصة لمساعدة الطفل عندما يطلب المعلم ذلك فقط، ولكن على أن يكون ذلك إجراء مؤقتاً.
5. عدم التدخل في الواجب المنزلي للطفل:
إن سؤال الطفل عن واجباته ومساعدته فيها ليلا، والتأكد من إنجازها أو اختباره في النقاط المهمة، كل ذلك قد يوحي للطفل بأنك لا تثقين به، وإذا قمت بعمل واجباته بدلاً منه فسوف يفقد الطفل الثقة في كونه يستطيع أداءها بنفسه، أما إذا سألك الطفل أن تساعديه في حل واجباته؛ فساعديه فقط في المشكلة الجزئية التي تعترضه في واجبه، واشرحي له موضحةً السؤال دون أن تعطيه الإجابة، وخير مثال على ذلك هو مراجعة الهجاء له أثناء قيامه بكتابة الكلمات؛ ثم اتركيه يدقق ويصحح إجاباته بنفسه، فالهدف الأساسي من الواجبات المنزلية هو تعليم الطفل الاعتماد على نفسه في تأدية واجباته.
6. تجنب تخصيص وقت معيّن للمذاكرة:
ليس من الضروري أن تحددي وقتا للطفل يقوم فيه بأداء واجباته المنزلية؛ فقد يبدو ذلك نوعاً من الضغط عليه، وكل ما على الوالدين القيام به هو توفير مكان جيد ومكتب ومقعد مريح وإضاءة جيدة وتهيئة الجو الملائم، وإذا كان لا بدّ؛ فإن القاعدة الوحيدة التي يجب أن تفرضيها هي أنه: " لن تشاهد التلفزيون ـ مثلاً ـ إلى أن تنتهي من أداء واجبك". يجب أن تقبلي من الطفل كلمته بأنه قد أنهى واجبه دون أن تتأكدي من ذلك، أما في الواجبات طويلة الأمد التي يكلف بها الطفل، فلا بأس أن تساعديه في تنظيمها في المرات الأولى فقط إذا رأيتِه غارقاً فيها، كأن تساعديه في تقدير الوقت الذي يستغرقه الانتهاء من هذا المشروع (العمل المكلف به)، ثم ساعديه في إعداد قائمة بالأيام التي سوف يعمل فيها بالمنزل لإنجاز هذا العمل.
7. إعطاء بعض الدروس الخاصة للطفل في المنزل لظروف معينة:
في بعض الأحيان قد يطلب المعلم من الوالدين مساعدة الطفل عندما تتراكم عليه الواجبات والأعمال المدرسية؛ نظرا لكثرة غيابه لسبب ما، أو لانتقاله إلى مدرسة جديدة، وإذا طلب منك المعلم ذلك فلا بد أن تطلبي منه أن يكتب لك النقاط المطلوب منك أن تساعدي الطفل فيها (مثل عمليات الضرب لمدة أسبوعين)، وباتباع هذه الطريقة فإن ذلك لا يعني أنك أصبحت تتولين مسؤولية القيام بواجبات الطفل بدلا منه؛ نظراً لأنك لم تفعلي سوى ما طلبه المعلم منك، حاولي أن توصلي كل هذه التعليمات إلى الطفل بطريقة إيجابية وعلى سبيل المساعدة؛ وبمجرد أن يصل الطفل إلى الهدف الذي يرنو إليه مدرّسه (أي تحسين مستواه الدراسي) يجب أن تتخلي عن دورك كمدرّس، وبهذه الطريقة تكونين قد ساعدت الطفل ـ بتدريسه مؤقتا ـ في التغلب على عقبة لا يستطيع مدرسو الطفل حلها جيداً؛ نظراً لضيق الوقت أو لعدم توفر الوسائل المتاحة.
8. طلب مساعدات خاصة للأطفال الذين لديهم مشكلات في التعلّم:
يواجه بعض الأطفال مشكلات في التعلم تعوقهم عن تعلم بعض القدرات الأساسية مثل (القراءة)، إن الملاحظات السابقة كتبت للأطفال الذين لا يعانون من مشاكل أو محدوديات في التعلم، فإذا تأخر الطفل الذي يعاني من عدم المقدرة على القراءة كثيراً، فقد يفقد ثقته في قدرته على القيام بعمل واجباته المدرسية، إذا كنت تشكّين في قدرة الطفل على التعلم، فرتّبي اجتماعاً مع معلمته واطلبي تقويم حالة الطفل من قبل فريق التربية الخاصة بالمدرسة.