الماء الباطني وأثره في تشكيل سطح الأرض
حركة الماء أسفل وجه الأرض موضوع هام طبيعيا وبشريا . ويتم الحصول على قسم لا يستهان به من مياه الشرب عن طريق حفر الآبار لضخ الماء الباطني الذي يتم تكريره طبيعيا أثناء تجوله خلال الصخر ، وتدين كثير من القرى بمواقعها إلى ظهور الماء الباطني على السطح في هيئة ينابيع ، وفي الجهات الجافة والشبه جافة يصبح الماء الباطني المصدر الوحيد للمياه اللازمة للأحياء . وفضلا عن ذلك فإن النشاط التحاتي للمياه ، أثناء تسربها ومعالجتها لمسالكها خلال الصخور ، لا يقتصر تأثيره على تشكيل ظاهرات تحت سطحية ، تتميز بالتنوع في المناطق الجيرية ولكنه ينشئ أيضا ظواهر سطحية كالبالوعات ، و منخفضات الارتكاز ، والكهوف وغير ذلك مما سنعرض له بعد قليل .
وتتعدد مصادر الماء الباطني :
فقسم يسير منه ، يعرف بالماء المتبقي Conuate Water تم حفظه واستبقاؤه في الصخور الرسوبيه منذ فترة تكوين تلك الصخور ، ومنه كمية تأتي عن طريق التحرر أثناء عمليات التمايز في أفران الصهير ، وهذا الماء عادة ما يكون حارا و متمعدنا ، ويعرف بالماء الصهيري Juvenileor Magmatic وقد يتسرب بعض الماء البحري أو المحيطي خلال الصخور إلى يابس المناطق الساحلية . والواقع أن كل هذه المصادر صغيرة الأهمية إذا ما قارناها بالماء الكوني (الجوي) Meteoric الذي يصدر من المطر مباشرة ، أو من انصهار الثلج والجليد .
وحينما تتساقط الأمطار أو تنصهر الثلوج ، ينصرف قسم من المياه على السطح مكونا للمجاري المائية والأنهار ، ويتبخر قسم ثان بطريق مباشر ، أو غير مباشر بواسطة النتح النباتي ، ويتسرب قسم ثالث خلال التربة إلى الصخر الأساسي كي يكون الماء الباطني ، أو ما يسمى بالماء الفرياتي Phreatic (شكل 2) شكل 1 ، 2.
(1) مصير مياه المطر
(2) مستويات الماء الباطني
وتتحكم طبيعة الصخور ، وانحدار الأرض والمناخ في نصيب كل من الجريان والتبخر والتسرب . فالجريان على المنحدرات الشديدة يكون أعظم منه على المنحدرات الهينه ، والتبخر في المناخات الجافة أكثر منه في الرطبة ، والتسرب يجد سبيله في سهوله ويسر خلال الصخور الرملية والجيرية والطباشيرية ، ويقل في الصخور البلورية كالجرانيت .