الهجرة إلى المدينة,مبدأ التاريخ الاسلامى ,شكلت علامة فاصلة فيه ذلك أن الله عز وجل وفق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هدايتهم من أن تكون بداية التاريخ الاسلامى , فقد اجمع الصحابة على عهد عمر رضي الله عنه اعتبارها مبدأ التاريخ الهجري وذلك لأنها فرقت بين الحق والباطل وكان ذلك فىربيع الأول من السنة السادسة أو السابعة عشر من الهجرة .
وسبب ذلك أن أبا موسى الاشعرى رضي الله عنه كتب إلى عمر رضي الله عنه: ((انه يأتينا من أمير المؤمنين كتب لا ندرى على أيها نعمل و فقد قرانا صكا منه محله شعبان , ولا ندرى اى الشعبانين الماضي أم الاتى؟)).
فعمل عمر على كتابة التاريخ وأراد أن يجعل أوله رمضان فرأى أن الأشهر الحرم تقع حينئذ في سنتين , فجعله من المحرم وهو آ خرها فصيره أولها لتجتمع الأشهر الحرم في سنة واحدة .
وفى الجامع الصحيح للإمام البخاري (( حدثنا عبد الله بن سلمه حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال(( ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة.)) *1
وفى فتح الباري للعسقلاني*2((وأفاد السهيلى أن الصحابة اخذوا التاريخ بالهجرة من قوله تعالى : ((لمسجد أسس على التقوى من أول يوم )) التوبة 108 . لأنه معلوم انه ليس أول الأيام مطلقا فتعين أن أضيف إلى شئ مضمر وهو أول الزمن الذي عز فيه الإسلام وعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم آمنا وابتدأ فيه بناء المسجد.
يقول بروفسير احمد على الإمام *3فى سفره القيم من حديث الهجرة (( والمسلمون مدعون للوفاء للهجرة النبوية والمحافظة عل هذه السنة الماضية , ليستقلوا بالتاريخ الهجري في جميع معاملاتهم فهي من حضاراتهم وخصوصياتهم التي يحافظوعليها في حياتهم وعلاقاتهم الدولية , ومن ذلك اختصاصهم بالجمعة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت الحرام , فحرى بنا تأصيلا لوقتنا وما يجرى علينا أحداث ألا يؤرخ لحياتنا الخاصة والعامة إلا بالتاريخ الهجري أو على الأقل فاليتقدم التاريخ الهجري بالأصالة ليوافقه غيره.))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1/البخاري كتاب مناقب الأنصار , باب قول النبي صلى الله عليه وسلم :اللهم أمضى لاصحابى هجرتهم .
2/ فتح الباري 7/266/48 باب التاريخ.
3/ بروفسيراحمد على الإمام مدير جامعة القرآن الكريم ومستشار الرئيس لشئون التأصيل