الأمطار الحامضية:
وهي مياه ملوثة بأكسيد الكبريت والنيتروجين الدائبة في بخار الماء .
تكثر أثار الأمطار الحامضية بالأقاليم التي تكثر فيها المنشآت الصناعية ومحطات توليد الطاقة بالإضافة إلى عوادم السيارات وتحديد اتجاهات هبوب الرياح أماكن امتداد الأمطار الحامضية التي لا تتأثر بها الدول التي توجد فيها المنشآت الصناعية ومحطات توليد الطاقة " [3] "
وأدت الأمطار وملوثات الهواء إلي تدهور حالة الغابات خاصة في أوروبا حيث قدرت المساحة التي أصابتها الأضرار بحوالي(50 مليون هكتار) وتمتد الآثار الضارة إلى المدن ويمكن مشاهدتها في كثير من العواصم الأوروبية ففي لندن يلاحظ تفتت بعض أحجار برج لندن كما يشاهد بشكل واضح في كنيسة سانت بيول بلغ عمق التآكل في بعض أحجارها الجيرية بضعة سنتيمترات نتيجة التفاعل بين هذه الأحجار وغاز ثاني أكسيد الكبريت, والأمطار الحامضية تسقط على المدن من حين لأخر.
وأثرت على تاج محل في الهند وأبو الهول في مصر ولحقت بسطوحها أضرار متزايدة خلال العقود القليلة الماضية " [4] "
وعلى سبيل المثال تعاني الأقاليم الواسعة في السويد النرويج والنمسا من الأمطار الحامضية التي تسببها المنشآت الصناعية في الدنمرك وبريطانيا وفرنسا وهولندا والتي تنقل إليها عن طريق الرياح الغربية العكسية التي تسود هذه الجهات من القارة الأوروبية .
وقدرت نسبة كمية الأحماض التي تحملها الأمطار الساقطة على أراضي النرويج والوافدة من الدول الأوروبية المجاورة لها بما يوازى 80% من جملة الأحماض المتساقطة على أرض الدولة أما باقي النسبة فمصدرها المنشآت الصناعية النرويجية.
وبالمثل تعاني مساحات واسعة داخل أراضي كندا من الأمطار الحامضية من الغازات الحامضية وبخار الماء التي تنقلها الرياح من العديد من الأقاليم الصناعية في الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي ( 12 مليون طن متري سنوياً) نصفها مصدرها وأدى أوهايو الصناعي في شرق الولايات المتحدة حيث يبلغ غاز ثاني أكسيد الكبريت نسبة 65% وحامض النيتريك30% وحامض الهيدروكلوريك بنسبة 5% وذلك بتأثير المصادر البشرية والطبيعية المحدودة التي تطلق غاز الكلور السام في الهواء, وتنعكس الآثار الضارة للأمطار الحامضية على كافة المجالات حيث تسهم في إضعاف التربة الزراعية وتدهور الإنتاج الزراعي من المحاصيل المختلفة نتيجة لذوبان العديد من العناصر الغذائية في التربة وانجرافها بتأثير المياه بالإضافة إلى تدهور خصائصها وارتفاع نسبة الحموضة في خزانات المياه كما تساعد في ذبول العديد من فصائل النباتات الطبيعية وخاصة الغابات والمحاصيل الزراعية في حقول العالم ولقد قدر ما تخسره ألمانيا سنوياً من أشجار الغابات والأخشاب بسبب هذه الأمطار الحامضية بنحو(800 مليون دولار).
بالإضافة إلى تلف بعض المحاصيل الزراعية والتي تقدر (600 مليون دولار) في العالم, كما أنه في بعض الأحيان تؤثر الأمطار الحامضية في مياه الشرب وتزداد حموضتها بشكل ملحوظ نتيجة سقوط الأمطار الحامضية مدة طويلة وتسبب في تأكل نسبة بسيطة من الرصاص في مياه الشرب المأخوذة من الخزانات بما يمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة وتؤدى الأمطار الحامضية إلى إذابة نسبة كبيرة من بعض الفلزات من التربة وتسبب ضرراً كبيراً على الكائنات الحية وقد قلت أعداد الطيور في بعض المناطق بعد أن قتل كثير منها نتيجة غذائها على الحشرات التي تحتوى أجسامها على نسبة عالية من الألمونيوم الذي جرفته مياه الأمطار الحامضية من سطح التربة وحملته إلى الماء وقدرت كمية غاز ثاني أكسيد الكبريت التي تطلقها المناطق الصناعية في أوروبا في الهواء بنحو (50 مليون طن كل عام) بينما تقدر هذه الكمية في أجواء الولايات المتحدة وحدها (40 مليون طن) ويعاني كثير من الدول من هذه الأمطار الحامضية رغم أنها ليست من إنتاجها فنجد الدول الأوروبية مثل النمسا والسويد تستقبل أمطار محملة بمركبات الكبريت القادمة من أجواء بلدان أخري مثل ألمانيا وبلجيكا "
.