عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
موضوع: أبو بكـر الصديـق وإدارة الأزمـات الجمعة 7 يناير - 11:33
أبو بكـر الصديـق وإدارة الأزمـات
اشتهر ـ رضي الله عنه ـ بكنيته هذه، حتى إن غير المختصين لايعرفون أن اسمه عبدالله بن عثمان، واشتهر بكنية أبي قحافة، وينتهي نسبه إلى تيم بن مرة، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر، وتلتقي زوجها في كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ولقب أبوبكر بعتيق لحسن وجهه، أو لكونه عتيقاً من النار، طبقات ابن سعد 9-169 ـ 170، صحيح سنن الترمذي 3-203. وكان صديقاً لرسول الله ص قبل الإسلام، فعلم من صدقه وأمانته وحسن سجاياه وكرم أخلاقه وبُعده عن حياة الجاهلية وبدعها مايمنعه من الكذب، لذلك لما نزل الوحي على الرسول الكريم من ربه الأكرم، بدأ دعوته بأقرب الناس إليه أهل بيته خديجة وعلي وأسامة وصديقه أبي بكر رضي الله عنهم جميعا. فكان ـ رضي الله عنه ـ أول من أسلم من الرجال الأحرار، ولم يتردد في الاستجابة لدعوة صديقه النبي ص الذي قال في حقه ـ رضي الله عنــه ـ : "مادعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبابكر ماعَكَم عنه حين ذكرته ولاتردد فيه" البداية 3-27. وجاء في صحيح البخاري أن رسول الله ص قال: "إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبوبكر: صدق.." 9-37. وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن أبا بكر قال ـ ولعل ذلك بمناسبة السقيفة ـ : "ألست أحق الناس بها، ألست أول من أسلم.." الترمذي 3-20، البداية 3-27، وانظر ص:28، وصفوة الصفوة 1-236. عندما أسلم أبوبكر أظهر إسلامه وانطلق يدعو إليه، وقد أعانه على نجاحه في دعوته أنه كان تاجراً ذا خلق معروف، وكان رجال قومه يحترمونه ويكثرون الاتصال به لخصاله الحميدة ولكونه متألفاً لهم محبَّا سهلاً صادقاً في تجارته حسناً في مجالسته، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، ابن هشام 1-288، البداية 3-29، الطبري 1-215. قد أهَّله خلقه الكريم، وحسن معاملته التجارية والروابط الطيبة بمن يتعامل معه وكونه مألوفاً لهم محبباً وسهلاً في التجارة، وكونه عالماً بأنساب قريش يعرف خيرهم وشرهم، وعلى وعي بمن هو قريب إلى الفطرة والاستجابة للدعوة مع صدقه وإخلاصه وتفانيه وصبره، أهَّله ذلك ليكون أول داعية للإسلام من صحابة رسول الله ص، وقد اتجه في دعوته إلى اتجاهين: الاتجاه الأول: اختياره للوسط القرشي العريق السليم من الأغراض، القريب من الفطرة والمنطق الاتجاه الثاني: اختياره لوسط الفقراء والعبيد والمظلومين من غير القرشيين. وقد أصاب نجاحاً باهراً في المجالين معاً، فأسلم على يديه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فجاء بهم إلى رسول الله ص حين استجابوا له فأسلموا وصلوا. قال ابن إسحاق: "فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام فصلوا وصدقوا رسول الله ص بما جاءه من الله" سيرة ابن هشام 1-289. ثم تتابع الدخول في الإسلام فكان من أهم من أسلم أبوعبيدة بن الجراح، وأبو سلمة عبدالله بن عبدالأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وسعيد بن زيد وزوجه فاطمة بنت الخطاب، وأسماء وعائشة، وعبدالله بن قيس بن حارثة، وصهيب الرومي، وخباب بن الأرت، وعبدالله بن مسعود، ونعيم بن عبدالله النحام، وعمار بن ياسر وأمه ووالده وغيرهم. ومن الملاحظ أن أهم عناصر عشائر قريش سارعت إلى الإسلام، مع عناصر عربية أخرى، كما أسلم جماعة من العبيد كبلال، وعامر بن فهيرة، وقصة بلال من أروع مايحكى كما هو مبسوط في كتب السيرة.. وقد اشتراه أبوبكر وهو مدفون في الحجارة الحارة في يوم شديد القيظ يعذِّبه جاهلي فظ، بخمس أواق ذهباً، فقال له البائعون: "لو أبيت إلا أوقية لبعناك" فرد عليهم بقوله: "لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته" وكان أبوبكر يملك يوم أسلم أربعين ألف درهم، فكان يعتق منها ويقوي المسلمين، وظل كذلك حتى قدم المدينة بخمسة آلاف درهم، ثم كان يفعل فيها ما كان يفعل بمكة 9-172 طبقات ابن سعد. وقد أعتق أبوبكر سبعة رقاب: بلالاً، وعامر بن فهيرة، وأم شميس، وزنيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية لعمر بن الخطاب، وكان يعذبها إبان إشراكه، صفة الصفوة 1-236. وقد حاول والده أن ينصحه بأن يتوخى الأقوياء دون الضعفاء، فقال له: "إني أراك تعتق رقاباً ضعافاً، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلداً يمنعونك ويقومون دونك، فقال أبوبكر رضي الله عنه، ياأبت إني إنما أريد ما أريد لله عز وجل". فقيل: إنه نزلت فيه الآيات : فأما من أعطى" واتقى" (5) وصدق بالحسنى"(6) فسنيسره لليسرى" (7) وأما من بخل واستغنى" ( وكذب بالحسنى" (9) فسنيسره للعسرى" (10) وما يغني عنه ماله إذا تردى" (11) (إلى آخر سورة الليل). سيرة ابن هشام 2-68، البداية 3-58. ويروى أنه لما بلغ المسلمون ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبوبكر على رسول الله ص في الظهور فقال: "ياأبابكر! إنا قليل"، فلم يزل أبوبكر يلح حتى ظهر رسول الله ص، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد ، كل رجل في عشيرته، وقام أبوبكر في الناس خطيباً ورسول الله ص جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله جهرة، فثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ونال أبابكر من ذلك حظاً أشد، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويجرفهما لوجهه، ونزا على بطنه حتى مايعرف بطنه من كتفه، ولولا بنو تميم الذين جاؤوا يتعادَوْن لإنقاذه لهلك، فحملوه في ثوب حتى أدخلوه منزله ولايشكون في موته، ثم رجعت بنو تميم فدخلوا المسجد وقالوا: والله! لئن مات أبوبكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تميم يكلمون أبابكر حتى أجاب فتكلم آخر النهار، لكن أول كلمة صدرت منه لم تتعلق بصحته ولا بأهله ولا بماله، ولكنها تعلقت برسول الله ص، إذ سأل عن حبيبه رسول الله ص فقال: ما فعل رسول الله ص؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا، وطلبوا من أمه أن تحاول إطعامه أو سقيه شيئاً، فلما خلت به ألحَّت عليه فلم يجبها لذلك، وإنما أعاد السؤال: ما فعل رسول الله ص؟ فقالت: والله مالي علم بصاحبك، فقال: إذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب (أخت عمر بن الخطاب) فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبابكر يسألك عن محمد بن عبدالله؟ فقالت: ـ متجاهلة ـ: ما أعرف أبابكر ولا محمد بن عبدالله، وإن أردت أن أذهب معك إلى ابنك، فقالت: نعم: فمضت معها حتى وجدت أبابكر صريعاً مشرفاً على الهلاك، فدنت منه وأعلنت بالصياح، وقالت: والله إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر.. وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، فقال لها: مافعل رسول الله ص؟ فأجابته بكل حذر واحتياط: هذه أمك تسمع! ـ ولم تكن أسلمت بعد ـ قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح.
قال: أين هو؟ قالت: في دار ابن أبي الأرقم. قال: فإن لله عليَّ ألا أذوق طعاماً أو أشرب شراباً حتى آتي رسول الله ص، وأصرَّ على ذلك، لكن أمه وأم جميل لم تتسرعا في حمله إلى رسول الله حتى هدأت الأزمة وسكن الناس، حينئذ خرجتا به يتكىء عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله ص فأكــب عليه رسول الله ص فقبَّـله وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له الرسول ص رقة شديدة واغتنمها أبوبكر فرصة ثمينة وقال: بأبي أنت يارسول الله ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهنا نجد أبابكر ـ رضي الله عنه ـ وهو في تلك الحالة يغتنم الفرصـــة لتتحول أمه إلى الإسلام، فقال للرسول ص : "وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها، عسى الله أن يستنقذها بك من النار". فدعا لها رسول الله ص ودعاها إلى الله فأسلمت، وهذا يدل على مدى تغلغل همَّ الدعوة في أعماق أبي بكر، فقد رأيناه وهو منهوك القوى بسبب الضرب المبرح الذي أوقعه به عتبة بن ربيعة، يستميل أمه إلى الإسلام، وينتهز فرصة حدبها عليه وإشفاقها على مصيره وحضورها عند رسول الله ص ومشاهدتها مدى الحب والعطف الذي يوليه رسول الله وأصحابه لأبي بكر، ليسأل رسول الله ص أن يدعو لأمه بأن تسلم ويدعوها للإسلام، وكذلك فعل رسول الله ص، فما لبثت أن استجابت لدعوته، فعاد الابن البار مسروراً بإسلام أمه التي زادت سروراً بولدها. في هذه المرحلة كان قد أسلم تسعة وثلاثون رجلاً، ويبدو أن النساء كن في مثل هذالعدد أو أقل بقليل.. ثم أسلم حمزة وعمر بن الخطاب وأبو ذر وغيرهم، البداية 3-37. كان إيذاء قريش لرسول الله ص ولصحابته الأوائل مدعاة لنشر دعوة الإسلام في مكة وخارجها، وقد تجرأ بعضهم على رسول الله ص فأخذ بمجمع ردائه، فقام أبوبكر ـ رضي الله عنه ـ دونه، وهو يبكي ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله سيرة ابن هشام 2-34. ونرى أبابكر ـ رضي الله عنه ـ عندما اتصل به خالد بن سعيد بن العاص وقص عليه رؤياه التي رآها، وملخصها: أنه رأى نفسه أنهُ وقف به على شفير النار، وكأن دافعاً يدفعه فيها، ورأى رسول الله ص آخذاً بحقويه (كشحيه) حتى لايقع فيها، ففزع من نومه مدركاً أنها رؤيا حق، وهكذا عبَّرها له أبوبكر بأن ذلك الذي كان ينقذه هو رسول الله ص، وسرعان ما اقتنع الرجل وذهب معه إلى رسول الله ص فأسلم. البداية 3-32. وهذه صفة أخرى من صفات أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ استعملها في الدعوة إلى الله، وليس تعبير الرؤيا أمراً ميسوراً، لأنه يحتاج إلى العلم والتقوى والفراسة والمعرفة بأحوال النفوس والأرواح. الهجرة إلى الحبشة اشتد الأذى بالمسلمين اشتداداً لم يطقه إلاّ أولو العزم من صحابة رسول الله ص. قال ابن إسحاق: "فلما رأى رسول الله ص ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية بمكانـه من الله ومن عمه أبي طالب، وأنه لايقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لايظلم عنده أحد، وهي أرض صدق يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه" فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله ص إلى أرض الحبشة. وكان أبوبكر ممن أزمع الهجرة إلى الحبشة بعد أن أذن له رسول الله ص، وفيما هو في طريق خروجه إليها لقيه ابن الدغنة ـ وهو سيد حلفاء بني زهرة ـ وذلك في موضع يُقال له "برك الغماد" على خمس ليالٍ من مكة إلى الجنوب جهة اليمن، فلما علم قصده، ثناه عن الهجرة والخروج من بلده، وقال له: ارجع إلى مكة واعبد ربك ببلادك وأنا لك جار، فرجع أبو بكر في جوار ابن الدغنة الذي أعلن ذلك أمام الملإ من قريش، فوافقت قريش على ذلك شريطة أن يعبد ربّه في داره ولا يستعلن. التزم أبو بكر بالشرط، إلا إنه ـ رضي الله عنه ـ وهو الداعية الأول من الصحابة ـ صار يبلغ الدعوة إلى الله بأسلوب مناسب لا يناقض الشرط، وفي الوقت نفسه لا يحدُّ من الدعوة إلى الإسلام، قالت عائشة: "وكان لأبي بكر مسجد عند باب داره في بني جمح فكان يصلي فيه وكان رجلاً رقيقاً إذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء، وبذلك صار يؤثر فيمن يسمعه وينصت لقراءته، فخافت قريش على صبيانها ونسائها وعبيدها، وهم أقرب إلى الفطرة والبراءة والتجاوب مع الحق والتأثر به، فأسرعت قريش إلى ابن الدغنة مطالبة إياه أن يمنع أبابكر من قراءة القرآن بهذا المكان المكشوف، والمرئي المسموع، وليلزم بيته، فمشى إليه المجير وبلغه ما تقول قريش، وقال له: "إني لم أجرك لتؤذي قومك، فادخل بيتك واصنع فيه ماشئت: فرد عليه أبوبكر ـ رضي الله عنه ـ: "أو أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله" قال ابن الدغنة: "فاردد عليَّ جواري" فرد عليه أبوبكر جواره، وخرج ابن الدغنة ليعلن ذلك على الملأ من قريش. موقفه من الإسراء والمعراج كان ذلك ليلة السابع والعشرين من رجب الفرد، فقد أسرى الرب بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من آياته، كما عرج به في الليلة نفسها من الأرض إلى السموات العلا، وإلى سدرة المنتهى، وكان في هذه الرحلة العظيمة من الأسرار والأنوار والحكم والأحكام مالا يحصيه عد. لقد كان الإسراء والمعراج من أعظم المكرمات التي أكرم الله بها عبده وأمته الإسلامية، ومن المعجزات الباهرات والآيات البينات لصاحب الرسالة ص، وفي الآن نفسه كان اختباراً لإيمان الناس ومدى ثقتهم برسول الله ص وارتباطهم بربهم الذي آمنوا به، وفتنة للناس حتى يثبت من يثبت ويسقط من يسقط، وبهذا الاختبار والتمحيص يتلاشى الزبد ويذهب جفاءً، ولايمكث في الساحة إلا ما ينفع الدعوة من الرجال والنساء. قال تعالى:وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (الإسراء:60). فلما أصبح رسول الله ص أخبر قريشاً بالإسراء والمعراج وبما شاهد وعاين هنا وهناك، فكذبته زعامة قريش وأتباعها، ووجدوها فرصة للنَّيل من صدق نبوته وإشاعة الأقاويل عنه، فصادفوا ضعفاً في بعض النفوس المهزوزة التي ارتدت عن الإسلام وأدبرت عن الحق، إذ لم يكن إيمانها ثابتاً ولايقينها راسخاً، لكن المؤمنين الراسخين الصادقين، الذين عرفوا محمداً ص وخبروا صدقه قبل البعثة وبعدها، ازدادوا إيماناً ويقيناً، وفي مقدمتهم أبوبكر الصديق، الذي أحاط به المشركون وحاولوا إقامة الحجة على أن رسول الله ادَّعى مالايستطاع، ومالايكون في مقدور بشر، ناسين أن الأمر هنا أمر الله القادر الفعال لما يريد، فردَّ عليهم أبوبكر ـ رضي الله عنه ـ: "لئن قال ذلك لقد صدق". قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم، إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة.. "فاستحق بذلك ـ رضي الله عنه ـ لقب الصديق. إن هذا التصديق بهذا العمق وبتلك القوة والثبات لهو عين اليقين وحق اليقين بل ويقين اليقين، لذلك كان أبوبكر ـ رضي الله عنه ـ وحده جديراً بحمل صفة الصديقية، التي هي رتبة لايعلوها إلا رتبة النبوة والرسالة، وذلك ما أهَّله لمزيد من القربى ولمزيد من محبة الله ورسوله.