عادة ما يطلق أحد المبيضين لدى المرأة بويضة واحدة في كل شهر، فإن أخصبت تكوِّن جنيناً واحداً، ثم يولد مولود واحد.
أمَّا
إذا أطلق أحد المبيضين بويضتين أو أكثر، أو أطلق كل مبيض بويضة أو أكثر،
وأخصبت كل واحدة بحيوان منوي مختلف، تتشكَّل التوائم حسب عدد البويضات
المخصبة، وتكون هذه التوائم مختلفة أو متشابهة الصفات أو الجنس (ذكور أو
إناث أو ذكور وإناث) مثلما يتشابه أو يختلف الإخوة في الأحمال المختلفة.
أما
إذا أطلق أحد المبيضين بويضة ثم أخصبت بحيوان منوي ثم انقسمت البويضة
المخصبة إلى بويضتين مخصبتين أو أكثر، ثم زرعت كل واحدة نفسها في جدار
الرحم، وشكلت الأجنة التوائم؛ كانت المواليد كلها متطابقة الجنس والشعر
والعينين ونوع الدم؛ لأنَّ الصبغات الوراثية (الكوموسومات) متطابقة.
نعم،
قد يحصل هذا عندما يطلق المبيض أو المبيضان بويضتين، إحداهما أخصبت
وكوَّنت جنيناً عادياً، أما البويضة الثانية فقد أخصبت ثمَّ انقسمت إلى
بويضتين، أصبح هناك جنينان متطابقان، وبهذا يكون المجموع توأمين متطابقين
وثالثاً مختلفاً.
وهذا النوع من التوائم نادر جداً، حيث يكون كلّ من
التوأمين صورة مرآة للآخر، وهو ما يعتقد أنَّ الانقسام لا يحدث في البويضة
الملقحة، ولكن بعد تكون الجنين، ويكون التوأمان متطابقين كالإنسان وصورته
في المرآة، والغريب في هذا النوع من التوائم أنَّ أحشاءهما قد تكون
متقابلة، وعليه يكون قلب أحدهما على جهة اليمين عكس أخيه، ومعدة أحدهما في
يمين البطن والآخر في يسار البطن، وهكذا، ويمكن أن تحدث هذه الحالة عندما
يولد توأمان متطابقان، إلا أن أحدهما يستخدم اليد اليمنى في التعامل، بينما
يكون الآخر أعسر، أي يستخدم يده اليسرى. وقد يكون سلوكهما مختلفاً، وهذا
بسبب سيطرة الجزء الأيمن في المخ، فإن كان كذلك كان الشخص متفوهاً مبدعاً
وحساساً وعاطفياً، أما إذا كانت السيطرة للجزء الأيسر كان أكثر منطقية
ومستقيماً لا يحب اللف والدوران ويحب التعامل المحدد بالأرقام، وهذا ما
يمكن أن يحدث مع التوأم المرآة، فإن كان أحدهما من النوع الأول كان الآخر
من النوع الثاني، والعكس بالعكس.
فإن ولد لك توأمان أحدهما يستخدم يده اليسرى والآخر يستخدم يده اليمني، فربما كانا توأمين من نوع توأم المرآة.
هناك أنواع أخرى من التوائم إلا أنها ليست جديرة بالذكر في هذا المقام.