baroun المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
| موضوع: بين الممكن والمستحيل م و ب السبت 5 فبراير - 10:02 | |
| رأيته يدور في أرجاء المكان، يلتفت يمنة ويسره ، ينظر إلي من بعيد ، يرمقني بتلهف.. اقتربت منه وإذا به يبادرني السؤال، هل هذه سيارتك !؟
أجبته: لا !! وعندها علمت بالمأزق الذي هو فيه ، فقد سُد الطريق من الجهة الخلفية لسيارته ، وهو يريد اخراجها ، ويظن أنه لا يستطيع!! قلت له بعد النظر في المساحة الفاصلة بين سيارته ، والسيارة التي تعوق خروجه، هناك مساحة كافية كي تخرج، قاطعني ! مستحيل ، لن تخرج أبدا، والسيارة من خلفي متوقفة بهذا الشكل!! كثيرة هي أوهام الناس عن ما هو ممكن ؟ وما هو مستحيل؟ فهي لا تسترعي النظر بتمعن حول كيفية حل مأزقها ، سوا بالنظر إلى العائق ، ولا يتبادر لذهنها عندما تتخيل الحل ، إلا زوال هذا العائق من أمامها. فهي بذلك ترى العقبة، وتتمنى زوالها، وترسم لذلك صورة في مخيلتها – في أحسن أحوالها-، ولكنها لا تحاول أن تجد الخط الرابط لحل هذه المشكلة ، والانتقال بها من المستحيل إلى الممكن. وفكرة الاستبداد عندما تتجسد في الظلم والطغيان ، وإهانة كرامة الإنسان ، فإنها لا تترك خيارا ممكنا في ذهن من يتعرضون لمثل هذا النوع من الإذلال، الكثير من الخيارات الممكنة، فهي تزرع في عقولهم الخوف من التفكير في تجاوز عقبة الاستبداد ، وتبرهن زورا أن تكلفة مقاومة الظلم مرتفعة جدا ، في حين أن تكلفة مقاومة الاستبداد أقل بكثير من تكلفة السكوت عنه! وتكمن المشكلة في إننا عادةً ما نسمح للمستبدين بالتحكم في تصرفاتنا وسلوكنا من خلال ما نتصوره ممكناً أو غير ممكن، غير أنه من خلال مقاومتنا فقط تتأكد لدينا إمكانية الفعل أو استحالته. فلا يصبح المستحيل ممكنا بمجرد تخيل الحل المنشود ، بل بصنع هذا الحل ، وتجسديه على أرض الواقع من خلال ممارسات ممنهجة ، وبكل الوسائل المتاحة. إن المجتمعات تعيش أحلامها عندما تتحرر عقولها من عقدة الخوف والمستحيل، وهي لا تلزم نفسها بأداة بعينها فتقيد بها عقلها، بل تبحث دائما عن بدائل وخيارات جديدة تقيها أسر الاستسلام أو العنف المدمر للمجتمع.* ركب الشاب المرتبك سيارته ، وأخذ بإرجاعها شيئا يسيرا ، وأنا أشير إليه بالتقدم تارة ، وبالرجوع تارة أخرى... وهكذا حتى خرجت سيارته... فنزل منها وهو ينظر إليها متعجبا ، ولم تصدق عيناه أنها تحررت من قيود فكرة عدم المحاولة، والمجازفة المدروسة. هكذا تحررت سيارته ، متجاوزا وضع المستحيل الذي كان يسكنه ،وانطلق في رحاب الممكن الواسع من جديد | |
|