baroun المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
| موضوع: تاريخ الكشافة الإسلامية.... في الجزائر الخميس 17 فبراير - 15:50 | |
| مشاريع بناها الأبطال، وتنكر لها الأنذال.. هذه الصفحة الذهبية هي صفحة مشرقة من تاريخ المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية الكثيرة ببلادنا التي بناها السابقون من الرجال الأبطال، وأبدأ بذكر مؤسسة كبيرة : وقفت في وجه الصليبية والتغريب والمسخ أيام الإستدمار الفرنسي، وحظيت بتأييد العلماء الربانيين والأئمة الغيورين والوطنيين الصادقين، إنها صفحة مضيئة من تاريخ "الكشافة الإسلامية الجزائرية" بقلم قائد من قادتها ورمز من رموزها ..وهو الشيخ محمد الصالح رمضان من تلاميذ العلامة عبد الحميد ابن باديس – رحمهما الله – أضعها بين يدي هذا الجيل ليقف على الحقيقة التي كادت أن تُطوى في بلادنا وهي: أن ما نقطفه اليوم من كثير من الثمرات وما نسيره من المشاريع والبرامج، وما وقع بين أيدينا من المؤسسات، إنما هي: - جهود الرجال الوطنيين الأشاوس الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن ينصروا دينهم..ويدافعوا عن هويتهم. - وأعمال فرسان الحرية وأبطال الجهاد .. ممن وقفوا في وجه المسخ والطمس الفرنسي الصليبي لمعالم الشخصية الجزائرية الإسلامية، وضحوا بأنفسهم من أجل أن يسعد الشعب الجزائري بحريته تحت راية الإسلام ومظلة الوحدة والوئام.. وأما ما نراه اليوم من العبث بهذه المشاريع والمؤسسات، وتحويلها عن وجهتها التي أسست من أجلها، والمتاجرة بريعها، فهي والله الخيانة في أوضح صورها.. والعمالة في أجلى مظاهرها.. لابد أن تعلم أيها الجيل أن أجدادك وآبائك، هم الذين أسسوا النواة الأولى لهذه الجمعيات والمؤسسات، فلا بد لك أن تتبناها وتحميها من السرقة والسطو، وتعيدها لمجدها التالد، وأبهتها التاريخية، وطريقها الصحيح . وليعلم القارئ أنني أنوه بفضل المخلصين الصادقين الذين يخوضون عباب الأمواج وسط الخونة والمرتزقة. فهم أشبه بالسابقين الأولين في غربتهم وجهادهم. وإليك أخي القارئ هذه الصفحة وتمعنها جيدا: بقلم الأستاذ محمد الصالح رمضان / من تلاميذ العلامة عبد الحميد ابن باديس – رحمهما الله الحلقة الأولى الكشافة الجزائرية بين الحربين العالميتين قبل الثلاثينات كانت الكشافة في الجزائر فرنسية قلبا وقالبا فقد انتشرت في الجزائر بعد الحرب العامية الأولى بالخصوص على أيدي الفرنسيين الذين رأوا فيها صالحة لتربية أبنائهم، وكانت لها جامعات واتحادات على نمط ما كان في فرنسا، تمثلها مجالس عليا في الجزائر كما في فرنسا. وبدأ بعض الأطفال الجزائريين يلتحقون بها على استحياء، بنسب لا تكاد تظهر أمام إقبال الأطفال الفرنسيين، وكانت الحرب المذكورة قد هزت العالم هزا عنيفا دفع الشعوب المحكومة إلى التفكير الجدي في أمرها ومصيرها، وبدأت تتململ وتتحرك.. الكشافة من سنة 1930 إلى 1936 في سنة 1930 احتفل الفرنسيون في الجزائر احتفالات ضخمة صاخبة بمرور مائة سنة على احتلالهم لهذه البلاد، وأسرفوا في ذلك وبالغوا في إظهار سيطرتهم وتمكنهم، زاعمين أن الجزائر قد استسلمت واستكانت، وأطلقوا شعارات كثيرة تعلن عن ذلك، منها: "الجزائر فرنسية"، "الجزائر امتداد لأرض فرنسا"، "الولايات الجزائرية ولايات فرنسية" ، "افريقيا اللاتينية"، "البحر الأبيض بحيرتنا" الخ.. فاستفزوا جمعيات وهيئات ومنظمات وأحزاب وصحف وأندية جزائرية وطنية، تحت أسماء مختلفة وفي ميادين شتى؛ للإعراب عن ودودهم والحفاظ على كيانهم وبعث شخصيتهم، وبلغ الوعي القومي درجة لا يستهان بها، من ذلك مثلا تأسيس (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) في الخامس مايوا سنة 1931، وما نظمته من حملات التوجيه والتوعية في المساجد الحرة، والنوادي الثقافية، والمدارس العربية الحرة للتربية والتعليم، وأسست المطابع والصحف والجمعيات الخيرية والموسيقية والرياضية، وبدأت الشخصية الجزائرية تتبلور للعموم في إطار(العروبة والإسلام والجزائر). في هذا الجو المشحون بدأ الكشافون الجزائريون الذين تدربوا وتكونوا في المنظمات الكشفية الفرنسية ينسلخون منها، ويُكَوِّنون أفواجا كشفية وجمعيات ونوادي محلية لها هنا وهناك، وهي البذور الأولى لنشوء (الحركة الكشفية الجزائرية)، بعد (الكشافة الفرنسية بالجزائر) التي عاشت قبل ذلك نحوا من عشرين سنة فرنسية المظهر والمخبر والتسيير والقيادة.. وكان من أوائل البراعم الربيعية للكشافة الجزائرية التي ما أزال أذكرها بأسمائها أفواج: (الرجاء) و ) الصباح) و (الإقبال) بقسنطينة و (الفلاح) و ( القطب) بالعاصمة، ثم (الأمل) بالحراش، و(الخلود) بمليانة، و(الهلال) بتيزي وزو، و(الحياة) بسطيف، و(الرجاء) بسكرة، وغير ذلك مما لا أتذكر أسماءها في عنابة وجيجل وتبسة وسوق أهراس وبجاية وشرشال ووهران وتلمسان ومستغانم و... [البذرة الأولى على يد الشهيد بوراس] وفي سنة 1935 فكر أوائل الكشافين ورواد هذه الحركة بالجزائر وهو الشهيد "محمد بوراس"[1] في إنشاء (جامعة للكشافة الإسلامية بالجزائر) نظير جامعات الكشافة : الكاثوليكية والإسرائلية واللائكية والبروتستانية، تجمع شتات الجمعيات والأفواج الكشفية المحلية، وتوحدها وتوجهها في اتجاه وطني واحد، فأعد قانونا أساسيا عرضه على السلطات الفرنسية الحاكمة للمصادقة عليه، ولكنها عرقلته وعطلته لما فيه من طابع مميز للشخصية الجزائرية، غير أن السيد بوراس لم ييأس وبقي يتابع الموضوع ويتحين له الفرص السانحة المواتية كلما تغير الحاكمون أو تغيلا نظام الحكم. جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية: فلما تولت الحكم (الواجهة الشعبية) في فرنسا سنة 1936 – وقد كانت يسارية وأكثر ديمقراطية من الحكومات السابقة- أعاد الكرّة السيد بوراس وقدم مشروعه مرة أخرى بعد تعديلات طفيفة أدخلها عليه، فحظي بالموافقة، وبدأ يسعى فس ضم شمل الكشافين الجزائريين بجمع شتات الأفواج المحلية المتفرقة في الوطن، في جامعة واحدة تمثلهم، أطلق عليها اسم (جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية)، ولكن هذه الحكومة الفرنسية الشعبية لم تعمر طويلا. وفي سنة 1937 تأسست الجامعة الفتية (الكشافة الإسلامية الجزائرية) وبالرغم من الصعوبات والعراقيل التي اعترضتها من مثيلاتها الفرنسية المنافسة، ومن بعض الحكام الاستعماريين وأذنابهم من المواطنين المتواطئين معهم[2] - شقت طريقها وسارت بخطى ثايتة نحو هدفها المنشود، وكان بناتها ومسيروها الأوائل السادة: - الشهيد محمد بوراس - الصادق الفول - محمد فرج - بويريط - الطاهر التجيني - محمد القشعي - عمر لاغا -الغوثي شريف - محفوظ قداش - حسان بلكيرد - مختار بوعزيز - إبراهيم بلعموشي وغيرهم [أول تجمع كشفي للكشافة الإسلامية الجزائرية كان تحت رئاسة الشيخ ابن باديس] وكان أول تجمع كشفي لها سنة 1936 أيام 27.28.29 جويلية بالحراش في العاصمة، وضم نخبة الكشافين الجزائريين من أهم الأفواج الموجودة إذا ذاك في الوطن، وختم أعماله باحتفال بهيج رائع تحت الرئاسة الشرفية للشيخ عبد الحميد ابن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين، في قاعة "الماجستيك" (سنما الأطلس اليوم) إحدى القاعات الكبرى للسنما بالعاصمة، وكان هذا التجمع أو المؤتمر الكشفي عقد تحت شعار قوميتنا المثلث، الذي أطلقته الحركة الإصلاحية كرمز للوحدة وتوحيد للصف والهدف في سائر المنظمات التابعة لها أو المتجاوبة معها وهو: ( الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا) وكان هذا الشعار متجاوبا تماما مع شعور وأفكار الكشافين الحاضرين. [علاقة الكشافة الإسلامية الجزائرية بالحركة الإصلاحية] هكذا نشأت وترعرعت (الكشافة الإسلامية الجزائرية) من أول عهدها في أحضان الحركة الإصلاحية العامة التي تشرف عليها وتوجهها (جمعية العلماء المسلمين الجزائرين) واسم الجامعة الكشفية دال على ذلك، كما نبت معظم أفواجها وأكثر جمعياتها في أوساط وبيئات إصلاحية، إلى جنب النوادي والمدارس العربية الحرة، بل كان أغلب فتيان الحركة الكشفية وقادتها ومسيري جمعياتها من تلاميذ هذه المدارس والنوادي، أو من أعضاء جمعياتها المحلية، وكان مرشدوها جميعا من معلمي تلك المدارس، كما كان الأساتذة والمعلمون الجزائريون المتحررون في المدارس لا يبخلون عليها بالدعم والتأييد والمشاركة العملية. [من أعمال الكشافة الإسلامية الجزائرية] وكان الكشافون يشاركون الشعب في احتفالاته وتجمعاته بلباسهم الرسمي لحفظ النظام ومد يد المساعدة أو لتشنيف الأسماع بما يناسب من الأناشيد الوطنية العذبة، فكانوا الحفلات الخيرية في الأعياد والمواسم الإسلامية ويشاركون تلاميذ المدارس العربية الحرة في احتفالاتهم آخر السنة الدراسية، ويقدمون العون والتأييد في كل تجمع للصالح العام . [تأييد العلماء والأئمة للكشافة الإسلامية الجزائرية ] وكان أقطاب الحركة الإصلاحية وأئمتها يشجعون الكشافين ويساعدونهم بالتأييد والمشاركة في تجمعاتهم العامة وفي مؤتمراتهم، كابن باديس في قسنطينة والعقبي في العاصمة والإبراهيمي في تلمسان. فاكتسبت الحركة الكشفية بذلك مكانة شعبية مرموقة وشهرة عامة أحبها الشعب وتعلق بها، فتوجس المستعمرون منها خيفة وناصبوها العداء كما ناصبوا الحركات التحررية الأخرى سواء كانت سياسية أو ثقافية أو دينية أ اجتماعية. [المصدر : مجلة الثقافة عدد 70 سنة 1402 هـ / 1982م] يتبع إن شاء الله.. - [1] محمد بوراس من مواليد بلدة مليانة سنة 1908 وبها نشأ وتربى، وتعلم في الكتاتيب القرآنية والمدرسة الابتدائة الفرنسية، أنشأ أول فوج للكشافة بها سنة 1930 باسم (الخلود)، ثم انتقل إلى العاصمة وكون بها فوجا آخر باسم (الفلاح) وكان يتردد على مدرسة "الشبيبة" ليتعلم العربية في دروس مسائية، وعلى "نادي الترقي" مهد الحركة الأصلية والثقافية بالجزائر لحضور المحاضرات على يد أساتذة الدعوة افسلامية أمثال المشايخ : الطيب العقبي وابن باديس والإبراهيمي وغيرهم. وفي سنة 1941 أعدمته السلطة الفرنسية بدعوى اتصاله بالعدو ومحاولة القيام بثورة فكان أول شهيد وأول ضحية للحركة الكشفية رحمه الله . [2] من المواطنين المتواطئين مع الفرنسيين الذين يتلقون منهم الوحي ويسيرون في فلكهم، وإن تسموا بأسماء عربية ( كشافة القطب) في العاصمة، أو انتسبوا إلى الإسلام والجزائر مثل (الرواد المسلمون الجزائريون EMA) التابعون في الصل والمنهج والروح لمنظمة (رواد فرنسا اللآئكيون EDF )الذين يجمعون بين الطوائف المتساكنة، مثلهم (الرواد الإسرائليون الفرنسيون EIDF) | |
|