عادة ما يصاب البلعوم بالتهاب يسبّب أوجاعا شديدة، خاصة أثـناء البلع، وغالبا ما يعود هذا الضرر إلى بكتيريا معروفة وهي ''الستريبتوكوك''، وأحيانا إلى فيروس آخر.
تبقى مخاطية البلعوم ملتهبة ومحمرة ومؤلمة، كما تصبح أحيانا مغطاة بغلاف أبيض مكوّن من القيح، يكون سببا في ظهور مضاعفات محليا أو عن بعد.
ولالتهاب البلعوم أنواع:
1 ـ التهاب البلعوم المحمر: وغالبا ما يكون سببه فيروس يزداد انتشاره أكثـر في فصل البرد، وينتقل هذا الالتهاب إلى الحنجرة وإلى القصبات التنفسية. ولكن، غالبا ما يبقى حليما ويشفى بسرعة.
2 ـ التهاب البلعوم الزكامي: وسببه الفيروس المسؤول أيضا عن الزكام. وهذا النوع من الداء كثـير الانتشار ومعد أكثـر، ويكون مصحوبا بأعراض عدة كالحمى والتهاب المخاطي التنفسية وسيلان الأنف... إلخ.
3 ـ التهاب البلعوم المعمر والمقيح: وسببه بكتيريا، وقد يسبق هذا الالتهاب مرضا كالتهاب اللوزتين أو الحمى القرميزية، أو قد يعود إلى تناول طعام ملوث بالجرثـوم المذكور.
وهذا النوع من التهاب البلعوم هو الذي يؤدي أكثـر من الحالات الأخرى إلى ظهور مضاعفات، سواء على المستوى المحلي كالفم، الأسنان، الأنف... إلخ، أو عن بعد كالقلب، الكلى، المفاصل، المخ... إلخ. ويمكن أن تكون جراثـيم أخرى هي السبب في التهاب البلعوم مثـل ''الستافيلوكوك'' و''البتوموكوك'' وغيرها، والتي تتطلب كلها معالجة خاصة لتفادي المضاعفات المحتملة.
ما هي أعراض التهاب البلعوم؟
يبدأ هذا الداء فجأة بعد الإصابة بالجرثـوم مع حمى عالية وارتعاش والإحساس بإرهاق كبير وأوجاع الأطراف والرأس وغيرها، ثـم أوجاع شديدة على مستوى الحنجرة أثـناء البلع التي تنتقل إلى الأذنين. وعند الفحص، نجد مخاطي البلعوم والحنجرة محمرة، وأحيانا تكون اللوزتين مغطاة بغلاف أبيض مكوّن من القيح، وغالبا ما تخف هذه الأعراض بسرعة بعد متابعة العلاج الخاص بكل حالة، سواء الفيروسية منها أو البكتيرية، وتسقط الحمى ويستعيد الشخص كل قواه في بضعة أيام. لكن، يجب متابعة العلاج إلى آخره، أي طول المدة المحدّدة التي قد تستغرق أسبوعا أو أكثـر. وأحيانا، تبقى بعض الحالات تتكرر ولا تريد الشفاء نهائيا، وهذا يتطلب البحث عن إصابة جوارية كالأسنان، الأنف (اللحمات الزائدة)، الأذن أو الجيوب.
ما هي المضاعفات التي قد يخلفها التهاب البلعوم؟
1 ـ انتفاخ على مستوى اللوزة يسبّب آلاما عند البلع أشد بكثـير من آلام الالتهاب، حيث يصبح البلع صعبا للغاية ويصعب النطق أيضا، ونشاهد انتفاخ العقد على مستوى العنق.
2 ـ التهاب المفاصل، وهو روماتيزم خاص سببه جرثـوم الستريبتوكوك.
3 ـ إصابة الكلى بالتهاب على مستوى قنواتها الذي يجب الانتباه إليه، إذا كان المصاب يشكو من آلام على مستوى البطن أو عند ارتفاع الضغط الدموي أو نقص التبول... إلخ.
4 ـ إصابة القلب أو السحايا، أو تعفن الدم... إلخ.
العلاج
إن علاج التهاب البلعوم ضروري للإسراع بالشفاء وتفادي المضاعفات، فقط يجب عدم اللجوء مباشرة إلى المضادات الحيوية، لأن أكثـر حالات التهاب البلعوم سببها فيروس.
.