الأعباء المعيشية
المشكلات الاقتصادية التي تواجه بعض الأسر خاصة الفقيرة منها ربما تقف عائقا في تحقيق أهدافها وتطلعاتها المستقبلية لها ولأبنائها, وبدون شك يتحمل الزوج الجزء الأكبر من هذه المعاناة بصفته المسئول الأول عن أسرته أو ربان السفينة (إن صحّ التعبير) , التي قد تؤدي إلى زيادة همومه المعيشية إذ إنه مطالب بتوفير كافة احتياجات أسرته خاصة تلك التي يطلبها أبنائه مع بداية كل موسم وكل سنة دراسية جديدة مثل توفير الملابس وغيرها من المستلزمات الضرورية التي يحتاجونها في دراستهم , فضلا عن الأعباء المادية الأخرى المطلوبة منه في الأعياد والمناسبات العائلية المختلفة, وعند زواج أي فرد من أسرته أو أسرة زوجته فغالبا يكون مطالب بالحضور هو وأسرته والمساهمة في هذا الزواج التي لا تخلوا من المجاملات للإبقاء على مواصلة صلة الرحم معهم ,لذلك قد يجد الزوج نفسه في مواقف صعبة كثيرة في حياته لا يحسد عليها, فقد تقف إمكانياته المادية البسيطة عائقا أمام تحقيق رغبات وآمال أسرته, فإذا وجد الزوج الزوجة الطيبة المؤمنة التي تتقبل ظروفه, وتدرك المعاناة التي تقع على عاتقه , وتقوم بمساعدته بقدر استطاعتها ,فالزوجة الأصيلة هي التي تهيئ لزوجها الجو المناسب الذي يوحي له بعدم تقصيره تجاههم طالما أنه لا يدخر جهدا في سبيل إرضائهم وإسعادهم , أما الزوجة التي لا تنظر إلا لنفسها وتبحث عن الحياة التي يعيشها أقربائها أو أصدقائها لتنهال على زوجها بالطلبات الكثيرة والتي من الممكن التغاضي عنها أو تأجيلها إلى أن يتيسر حاله وتتحسن ظروفه المادية , فهذه الضغوط التي قد تتسبب فيها الزوجة دون مراعاة حالة زوجها قد تؤثر على حالته النفسية تجاهها ومن الممكن أن يكون لها مردود عكسي على علاقته معها, فكثيرا ما نسمع عن الزوج العصبي في معاملاته مع أسرته التي قد ينال أبنائه جزءا من عصبيته وبالتالي تؤثر علي سلوكهم وعلى دراستهم بل على حياتهم المستقبلية بصفة عامة, فغالبا ما يتعسر الزوج محدودي الدخل في تنفيذ كافة رغبات أبنائه وزوجته شراء وتوفير كافة احتياجات أسرته ليضطر إلى شراء الأشياء الضرورية منها وتأجيل طلباتهم الأخرى إلى وقت حصوله على علاوة أو مكافأة من الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها, أو يسعى إلى البحث عن عمل أضافي يوفر له مصدرا للرزق يساعده على تلبية كافة احتياجات أسرته, ومع ذلك قد تتأثر الأسرة سلبيا عند غياب الزوج فترات طويلة عن بيته وقد يترك فراغا عاطفيا تعاني منه الزوجة والأبناء معا, وهذا ما قد يخلق مشكلات أخرى مع أسرتها نتيجة المعاناة الكبيرة التي تواجهها الزوجة في تربية أبنائها وفي ظل الفراغ الأبوي والتربوي الكبير الذي يتركه الزوج بسبب انشغاله في العمل طوال اليوم, إن الحياة الأسرية تتطلب تضحيات وتنازلات من قبل الزوجين بعضهم بعضا من أجل استمرار واستقرار حياتهم و حياة أبنائهم , فهناك الكثير من الأسر التي تمر بضائقة مادية وقلة مواردها المالية وبالإيمان بالله سبحانه وتعالى والصبر تتحقق كافة آمالهم وطموحاتهم ورغباتهم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (سورة الأحقاف الآية 13 - 14 )
منقول من صحيفة الاقتصادية