الحزن هو قلاع مهجورة يسكنها الخراب والأطياف ، ورغم هذا طاب لنا المقام فيها إقامة أبدية لا حياد عنها، فشكلت مملكة تأوهات لا ينتهي نحيبها ،
الحزن مجرد محاولة منا مغازلة الظلام الذي يسود دواخلنا بعدما تغذى من ذات الإحباط ، فارتمينا بين أحضان الاستسلام بعدما ارتشفنا الأسى وثملنا من كأس العذاب ، فراق لنا سماع صدى المرافعة التي نوجه فيها أصابع الاتهام على الحياة وعلى الحظ ، متناسين أن الحياة مسرحيات نتفنن في صياغتها ولعب أدوارها نحن وتجسيد جميع ما يروق لنا .
الحزن هو فلسفة للدمار، لليأس وهو تجرع الألم وتذكر الفشل في كل لحظة ، الحزن محاولة لإصلاح الخطأ فنرتكب أعظم منه بتلذننا بألمنا وبالسراب الذي حولنا، كأننا نحاول الهروب أو تناسي لنزف الجروح ومحاولة تهدئتها بأخذ حبة مهدئ لكن لأسف منتهية الصلاحية ، فبدل أن تخفف الألم تزيد من عمق الشعور بالوحدة ، فتخلق موجات عاتية تكون بين مد وجزر لتدمر كل شيء جميل فيما مضى ليصبح الآن مدنا مخيفة مرعبة نتجول بين الألم وذكراه ونأبى حقيقة مفارقته لأنه تملكنا وأصبح له سلطان علينا ، يتحكم