رحلة بين العين و المخ
إنني حاولت أياما و شهورا إن اكتب عن شعوري و إحساسي عن نعمه البصر !!!
إن البصر يعتبر من معجزات الله سبحانه و تعالى .
إن الإنسان أو حتى الحيوان بدون نعمة البصر لا حول له و لا قوة انه فقد
شيء هام و لكن الله سبحانه و تعالى عندما يفقد إنسان البصر يذهب عنه الخوف
و يعطيه القوة .
لو فكر فاقد البصر في مقدار الضعف الذي يعيش فيه انه شيء صعب و لكن الله كريم يعطى صبرا حكيما و حبا للحياة.
و جاءتني الجرأة إن اكتب عن هذه المعجزة !!!!
سوف اخذ مركبتي التي ذهبت بها إلي أعماق الذرة و لكن يجب إن أذودها بسرعة
هائلة و هي 3000 كم في الثانية فهذه هي السرعة المطلوبة من عدسة العين إلي
مركز الإبصار بالمخ أنها سرعه محسوبة حسابا جيدا لكي لا يختل البصر
للإنسان و يكون في خطر .
لقد ركبت مركبتي و دخلت إلي عدسة العين لأجد نفسي في محيطات من الماء ليس لها حدود
فجاءتني فكره !!!
ماذا يحدث للإنسان عند دخول الضوء إلى العين ؟
ماذا يرى الإنسان في الواقع ؟
و ما هي الخريطة بين العين و المخ ؟
هل ما نراه هو واقع أم خيال ؟
هل تعلم إن كل ما نراه هو ظلام و لا يوجد نور أو ضوء !!!!
هذا الضوء خديعة !!!
إن الضوء يتكون من شرائح رفيعة جدا اقل من الذرة و هي شرائح فوتونية و هذه الشرائح هي (( سر البصر )).
و لكن من يجمع هذه الشرائح لتوجد هذه الصورة التي نراها .
في ذلك الوقت الذي كنت أفكر فيه وجدت السماء و تقربت اليها وصلت إلى شبكة
البصر و هي شيء يفوق الخيال في الإبداع و التكوين أنها تتكون من قناديل و
شموع أكثر من 1000 % دقة من شعرة رأس الإنسان.
و هنا جاءتنى فكرة الإبصار !!!
ماذا يحدث هنا ؟
هذه كميات كبيرة من القناديل و الشموع كل هذه الكميات الهائلة للشرائح الضوئية ؟
عندما تدخل هذه الشرائح الضوئية إلى العين هل توجد صورة ؟
لا ، أنها عبارة عن 30 % من الصورة الواقعية و ليس لها اى معنى أنها عبارة عن ضباب
و استغرقت في السفر حتى قابلتني البقعه السوداء و بجانبه عرق البصر يا
للهول من ضخامته و تكوينه و ملايين من الشعيرات الكبيرة جدا لاستقبال هذا
الكم الهائل من الألوان و الشرائح الفوتونيه .
و هنا دخلت إلى عرق البصر و يا لضخامته الهائلة و تكوينه البديع سبحان
الخالق و يوجد به ملايين من الشعيرات التي ترسل هذه الفوتونات إلى مركز
الإبصار في المخ.
يا للإعجاز من رحلة العين إلى مركز المخ !!!
إن هذه الشرائح تمر على مراكز كثيرة جدا في المخ إلى إن تتكون هذه الصورة
التي نراها مركز الذاكرة و مركز الشم و مركز السمع و غيرها الكثير حتى
تتكون هذه الصورة الشاملة.
لماذا كل هذا ؟
يا للحكمة !!!
فمثلا :-
عندما أتذكر مشهدا فان كل العوامل المصاحبة و المحيطة بهذا المشهد تأتى
إلى أتذكر الرائحة، الوقت، الأصوات المحيطة، حتى الحالة النفسية تأتى إلي.
يا للعجب !!!
إنني أشاهد الماضي مثلما أشاهد الحاضر اليوم .
أليست هذه معجزه من الله سبحانه و تعالى !!!
و هنا وصلت إلى قاع مركز الإبصار هذا المركز أعطاه لنا الله و لن يتغير أبدا حتى الموت
و هو يتكون من الألوان الأحمر، الأخضر، الأزرق، الأصفر في قاع هذا المركز توجد هذه المعجزة.
فمهما وصلنا من العمر إلى 200 عام سوف يظل موجودا. و لكن المشكلة التي
يواجها الإنسان في حياته هي الاتصال بين العين و المخ مع الزمن هذه الأسلاك
الرفيعة يحدث بها خلل مثل الدش و التليفزيون.
عندما يضعف أو يفسد الاتصال بين العين و المخ لا توجد صورة كاملة .
عندما تكتمل الشرائح المرسلة من العين إلى المخ ثم ترجع إلى منتصف المخ لتفسيرها.
و هنا تكتمل الصورة كأمله و أدرك ما أراه و هذه الألوان البديهة و ألان اشعر بالنور في الظلام.
يا لجمال الألوان و جمال الدنيا يا لك من خالق عظيم أشكرك يا ربى على ما أعطيتنا إياه و اشكر معجزاتك التي لا تنتهي.
مع تحياتي
الدكتور / سمير المليجى