أسئلة في الدين
السؤال : من
حورية تقول : زوجي مريض بالسكري ويستعمل الأنسولين، ومنعه الطبيب
من الصيام، فهل يمكنه أن يخرج الفدية قبل دخول شهر رمضان؟
الجواب:
الفدية مستحبة لكل من عجز عن الصوم، عجزا دائما، كالشيخ الهرم والمريض
مرضا مزمنا، لقوله تعالى: »وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ
طَعَامُ مِسْكِينٍ«، الأصل في الفدية أن لا تُخْرَجَ إلا بعد دخول شهر
رمضان، لأن الحكم إذا ورد على سبب، فلا يجوز تقديمه عليه، ولما كان
رمضان لم يحن وقته، فلا يؤمر المكلف بصوم ولا فدية، وبمجرد
دخول شهر رمضان جاز إخراجها دفعة واحدة أو تفريقها .
السؤال:
عبد الرحمن من العاصمة يقول: زوجتي حامل في شهرها الرابع، وعليها دين من
رمضان الباقي، صامت منه ثلاثة أيام بصعوبة، وبقي عليها ستة أيام، فماذا
عليها أن تفعل، وكذلك بالنسبة لصيام رمضان: هل تفطر؟ وهل يجب عليها أن تطعم
كل يوم مسكينا؟
الجواب: زوجتك من أهل الأعذار، والله سبحانه لا يكلف
نفساً فوق طاقتها، وما دام الصيام شاقا عليها، فإن المشقة تجلب التيسير،
وصدق الله القائل: »وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ«،
وفي هذه الحالة لا يجب عليها أن تقضي دينها قبل دخول رمضان، وليس عليها إثم
لتأخيرها القضاء، ولا يلزمها فدية لأنها معذورة، وإذا دخل رمضان ووجدت في
أداء الصوم مشقة خارجة عن المعتاد، وأحست بتعب شديد، جاز لها أن تفطر ثم
تقضي بعد وضع الحمل، أما إذا خشيت الهلاك على نفسها أو ولدها، فحينئذ يكون
الفطر واجبا عليها.
السؤال : عبد الحكيم من الشلف يقول : أنا
أعمل في الليل وأضطر للنوم لساعات طوال خلال النهار، ونحن على
مقربة من شهر رمضان، فهل يصح صيامي؟ وهل لي أجر الصوم مع أنني
أنام في النهار؟
الجواب: كثرة النوم في نهار رمضان من المكروهات، لما
فيه من التفريط في الطاعات والكسل عن فعل الخيرات، ولأنه سبب في تأخير
الصلاة عن وقتها، وتفويت صلاة الجماعة، غير أن صيام النائم صحيح، ولو نام
طول النهار، وأنت أخي، عبدَ الحكيم، لما كنت مضطرا للعمل في الليل وفي
حاجة إلى النوم لساعات خلال النهار، فلا بأس عليك، ولكن حاول
أن تستغل كل فرصة متاحة في فعل الخير، وأن تملأ أوقات فراغك
بشيء من الطاعة، لتتزود من هذا الشهر الكريم .
السؤال :
أمال من المدية تقول : أختي عاملة، وخلال رمضان الماضي عادت إلى
البيت مساء مرهقة وعطشت عطشا شديدا، حتى جف ريقها فشربت الماء،
وهي الآن تسأل عما يجب في حقها؟
الجواب: لا يجوز لأحد أن يفطر في
رمضان إلا لعذر من الأعذار، وليس العطش عذرا إلا إذا بلغ بصاحبه حدا لا
يقدر معه على الصوم، فيجوز عندها أن يشرب لدفع شدة العطش، لأن دفع الضرر عن
النفس مطلوب شرعا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: »لَا ضَرَرَ وَلَا
ضِرَارَ«، وقد قال الله تعالى في أثناء آيات الصيام : » يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ « ، ومن
القواعدِ المشهورة عند الفقهاء : المشقةُ تجلبُ التيسير .
السؤال : هل يجوز لي أن أدفع فدية الصيام لجاري وهو لا يصلي؟
الجواب:
تارك الصلاة إن لم يكن جاحدا لها ولا منكرا لوجوبها فهو مسلم، يجوز تقديم
الصدقة له، وإعطاؤه من الزكاة والفدية، وخاصة إذا كانت هذه الأموال التي
تعطى له ينفقها على أفراد أسرته، وكذلك إذا كانت الصدقة تمنعه من مد يده
إلى الحرام.
السؤال : فاطمة تقول : أعمل في أحد المنازل
كمربية أطفال، غير أن صاحب البيت يملك مطعما يبيع فيه الخمر،
فهل ما أحصل عليه من أموال حرام علي؟
الجواب: العمل عند هذه
العائلة ليس حراما، وما تأخذينه من أجرة حلال عليك، وخاصة أن أموال صاحب
البيت ليست كلها حراما، لأن المطعم يقدم فيه الأكل وسائر المشروبات الحلال،
كما يقدم فيه الخمر وهو حرام، ولم يزل المسلمون في القديم والحديث
يتعاملون مع الكفار والفساق في البيع والشراء والكراء والإجارة، مع أن
أموالهم ليست كلها حلالا، وقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
مع اليهود، واشترى منهم، وهم يأكلون الربا أضعافا مضاعفة، ولا يتحرزون من
أكل أموال الناس بالباطل.