عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
موضوع: أهمية الأسرة في المجتمع الثلاثاء 10 أغسطس - 22:33
الأسرة هي نواة المجتمع وخليتها الأولى،يسعد بسعادتها،ويشقى بشقائها ولهذا أحاطها الله تعالى بفيض من البر والمواساة والحب،لقوله تعالى:ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)والأسرة لها جذور وفروع وثمار،فجذورها الأب والأم، وفروعها الأبناء من بنين وبنات،وثمارها تربية هؤلاء الأبناء ،والثمرة قد تكون صالحة وقد تكون غير صالحة، فإن كانت صالحة أسهمت في إصلاح المجتمع، وإن كانت غير صالحة أسهمت في تحطيم مقوماته. إن الإسلام قد وضع أسسا قوية لبناء الأسرة لكي يظل صرحها شامخا تتحطم على صخراته عواصف الاضطراب كلما حاول الحاقدون هزدعائمه، هذه الأسس تمثل خير تمثيل دور الوالدين في الأسرة المسلمة، بدءامن العزم على الزواج وحتى يتم وتظهر فروعه وهي على النحو التالي: أولا:عندما يعزم الرجل على الزواج أي (كيفية اختيار الزوجة) .
ثانيا: بعد الزواج أي (كيفية معاملة الزوج لزوجته والعكس) .
ثالثا: ما يجب على كل منهما إذا لم يحصل وفاق. أما بالنسبة لكيفية اختيار الزوجة :
1- كانت نظرة الإسلام لذلك نظرة كاملة وشاملة لكل وصف حميد، حيث وضع خير البشرية نبينا محمد صلى الله علبه وسلم أمامنا صورة للزوجة المثالية، بذكر صفات بعضها يتعلق بجمال الجسم،وبعضها يدل على شرف النفس وطهارة السريرة، وبعضها يبرزماتتحلى به المرأة من خلق كريم وأدب رفيع، لكن قلما تجتمع الصفات المطلوبة في امرأة ، بل كثيرا ماتتفرق الصفات والمزايا في النساء، عندئذ يجب الحرص على ذات الدين،وأن لم يكن معه وصف آخر مما تميل إليه النفس البشرية حتى يتحقق الخير كله للحياة الزوجية، ويرشد إلى ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : لاتزوجواالنساء لحسنهن فعسى أن يرديهن، ولا تزوجوهسن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء ذات دين أفضل ) ، وما كانت دعوة الإسلام إلى الحرص على تحقيق عنصر الدين في الزوجة إلا رغبة في أمن الأسرة ، لأن الزوجة بغير دين وبال على زوجها وذريتها، وما نالت المرأة الصالحة هذه الدرجة الرفيعة بين متع الحياة إلا لأن صلاحها سيدفعها إلى إسعاد أسرتها وغرس بذور الحب والإخلاص والوفاء بين أفرادها وبذلك تسهم بدور إيجابي في بناء مجتمع فاضل. 2- لم يقتصر دور الشريعة الإسلامية في بناء الأسرة على ماسبق من توجيه وإرشاد بل أضافت إلى ماتقدم دعامة أخرى من دعائم الاستقرار،فأباحت للخاطب النظرالى من يريد خطبتها فقد روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :انظر إليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما)، بل إنها لم تقتصر هذا الحق على الرجل وإنما أعطته المرأة المراد خطبتها أيضا حتى يكون كل منهما على علم قاطع أوظن راجح بحال الطرف الآخر،ولهذا قرر الفقهاء جواز نظرها إليه حتى تكون على بصيرة فيما هي قادمة عليه، فان لم يتيسر لها النظر إليه لفرط حياء يغلب عليها،فلها أن ترسل من محارمها من يخبرها عن صفاته الخلقية والخلقية. 3-تابع الإسلام مسيرته في حماية الأسرة والحفاظ عليها فاشترط رضا المرأة عند اختيار شريك حياتها صراحة أوضمنا مادامت أهلا لذلك ، فلا مكان لإكراه ، ولاسبيل لإجبار لقوله صلى الله عليه وسلم : لاتنكح الأيم حتى تستأ مر ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، قالوا يارسول الله وكيف إذنها؟قال أن تسكت)بل إن الإسلام جعل رضاها شرط لصحة العقد. وأما بالنسبة لما بعد الزواج (كيفية معاملة الزوج لزوجته والعكس:
1- لم تقف إرشادات الإسلام عند الحد السابق،بل أحاط الحياة الزوجية بالتوجيه حتى يكتب لها البقاء،وتؤدي رسالتها على أكمل وجه ، فبين أنها سكن ومودة ، قوامها الاحترام المتبادل ، ولما كان الرجل صاحب الكلمة العليا والسلطان الأقوى والهيمنة في البيت ، ألزمه الإسلام بمراعاة العدل والإحسان في معاملة الزوجة حتى تتحقق أطيب النتائج وأشهى الثمار وترسيخا لهذه الغاية المنشودة في القلوب أمرا لله تعالى الأزواج بمعاشرة الزوجات بالمعروف وأوجبه عليهم فقال سبحانه:وعاشروهن بالمعروف ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم ) . 2- جعل الاسلام العدل شرطا في حل التعدد لقوله تعالى : فانكحواماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطا أومائلا ) بل العدل الذي أمرت به شريعة الإسلام داخلا في طاقة الزوج ومقدوره عليه. أما ما لا طاقة له به كالميل القلبي فلن يؤاخذ عليه لقوله تعالى : ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل ولقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم هذا قسمي فيما أملك وأنت تعلم بما أملك) 3- لم يقتصر التشريع والتوجيه الإسلامي على عنصر دون عنصر، بل اتجه إلى الزوجة أيضا، يضيء أمامها سبل السعادة والهدوء النفسي موضحا لها أن الزوج بما وهبه الله من قوة في البدن تمكنه من حماية أسرته والكفاح في الحياة لتيسير سبل العيش والاستقرار لها أجدر بالرئاسة وله عليها حق الطاعة في غير معصية الخالق، لقوله تعالى :ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم:إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة ). 4- لم يقف دور التشريع عند التوجيه والإرشاد وبث روح المحبة والمودة بين الزوجين بل قام بعلاج ماعساه أن يحدث في حياتهما من نفور وشقاق عندما يتناسى أحدهما أوكلاهما ما منحه إياه الإسلام من هدى ونور يضيئان للمرء دروب الحياة،ليصل إلى الفلاح في دنياه وأخراه ، فقال تعالى : وللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) ، ولهذا وضع التشريع وسائل العلاج عندما تشق المرأة عصا الطاعة دون مبرر. 5- شرع الإسلام الطلاق عندما تصبح الحياة الزوجية جحيما لايطاق. وهكذا اتضح لنا بجلاء أن الإسلام قدم للأسرة جميع مقومات الحياة التي تحفظ كيانها،وليس ذلك بغريب على شريعة جعلها الله خاتمة الشرائع،واصطفى لها صفوة الخلق نبيا ورسولا ، وأنزل لها القرآن دستورا، وشتان بين تشريع سماوي من لدن حكيم خبير بما يصلح شأن عباده ، وتشريعات وضعية للأهواء والأغراض