واشنطن - سانا
قال خبراء أكاديميون امريكيون من جامعة جورجيا في تقرير صدر حديثا أن حوالي 80 بالمئة من النفط المتسرب من البئر التي كانت تستثمرها مجموعة بريتش بتروليوم في خليج المكسيك لا تزال في المحيط ما يتعارض مع التقديرات الشديدة التفاؤل الصادرة عن الإدارة الأميركية.
وقال تشارلز هوبكينسون الخبير في المحيطات واحد الخبراء الذين وضعوا التقرير ان الخبراء اكتفوا باعادة تحليل تقرير الحكومة الفيدرالية ثم احتسبوا كمية النفط
التي يرجح ان تكون لا تزال في المحيط وبهذه الطريقة استخلص أن 70 إلى 79 بالمئة لا تزال هناك.
وحذر هوبكينسون من انه خطأ فادح الاعتقاد ان هذا النفط الذي ذاب في الماء تبخر وبالتالي فهو ليس مضرا مضيفا ان هذا النفط ما زال في المحيط تحت السطح ولا شك ان الامر سيستغرق سنوات قبل ان يتحلل بشكل تام .
وأضاف ما زلنا بعيدين عن ادراك عواقبه بشكل تام لافتا إلى انه خلافا لما ورد في تقرير الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي فان القسم الاكبر من النفط الذي تسرب على عمق 1500 كيلومتر في قعر خليج المكسيك لم يطف بعد على سطح المياه حيث سيتبخر سريعا.
من جهته أشار ايد اوفرتون خبير المحيطات من جامعة لويزيانا الذي شارك في وضع تقرير الادارة الوطنية إلى أن المسألة الجوهرية تكمن في وضع تصور جيد لكمية النفط التي طفت على السطح وقال ان النقاش يتركز بصورة خاصة على هذه النقطة تحديدا وهي ما يختلف عليه الخبراء.
ورأى اوفرتون إنه نظرا الى حجم المساحة التي يتحتم تقصيها وتعقيدات المهمة فانه يلزم ما لا يقل عن سنتين من الأبحاث بواسطة معدات متخصصة للتوصل الى تقييم مقبول لكمية النفط الموجودة في المحيط واقر بانه لا يمكن ان نعرف في الوقت الحاضر أين ذهب كل هذا النفط .
وأضاف اوفرتون انه لا يمكن استنتاج ان البقعة النفطية انتهت وكذلك الاضرار التي نتجت عنها طالما انه لايوجد تصور دقيق لمكان وجود النفط مبديا خشيته من ان تقوم بي بي بمثل هذا الاستنتاج .
من جهته كشف مسؤول فيدرالي طلب عدم كشف هويته عن رقم مخفض عن ذ لك الذي اعلن سابقا وقدر نسبة النفط الذي تمت ازالتها بمالايتعدى 50 بالمئة من الكميات المتسربة.
وأوضح إنه من أصل هذه النسبة فان نحو25 بالمئة من ال9ر4 ملايين برميل من النفط تم سحبها او احراقها او شفطها عن سطح الماء في حين ان ال 25 بالمئة الاخرى تبعثرت أما بشكل طبيعي او بواسطة مواد كيميائية.
واضاف ان نصف النفط المتسرب لا يزال تحت سطح المحيط دون أن يعرف أحد أين تماما محذرا من انه لا يعرف اطلاقا ما سيكون التأثير الدائم لهذا النفط ولو متحللا على الكائنات المجهرية في قعر البحر.
وقال هذا المسؤول مبررا التباين في التقديرات مع خبراء جامعة جورجيا ان هذا ناتج بشكل اساسي عن اختلاف في تفسير المعطيات والأرقام .
وكانت السلطات الأميركية أعلنت في تقرير صدر في الرابع من الشهر الجاري التخلص من 74 بالمئة من ال 9ر4 ملايين برميل من النفط الخام 1ر779 مليون لتر التي تسربت في المحيط بين 20 نيسان و15 تموز .
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي على موقعها على الانترنت ان القسم الاكبر من البقعة النفطية المتسربة من بئر بي بي تبخر او احترق او سحب من البحر او تبعثر.