حيدر المجالي - سقط في ساحة المدرسة ،أثناء مشاركته لأترابه لعبة كرة القدم وهو يمشي بواسطة عكازيه، فسخروا منه.. وعاد محمود المساعيد الى بيته مكسورا ومتأملا ماحدث ،وها هو في العقد الرابع من العمر يرفض ان ينظر إليه نظرة عطف أو شفقة، بسبب إعاقته الحركية التي لازمته منذ كان في الثالثة ، جراء خطأ طبي . أصبح خياطا معروفا ومشهورا بتصاميمه الرجالية والنسائية ، فضلا عن كونه مصصم أزياء، كما حاز على لقب كابتن في رياضة'' الكنغفو'' ورياضة ''الآرنيس'' ولم يقف الأمر به عند هذا الحد، بل شق طريقه في عالم الغناء، فأصدر البومات باسمه وعكف على تأليف أغانيه وتلحينها، وهو ما يزال يتطلع ان يصل الى مرتبة أعلى في النجومية على المستويين المحلي والعربي . نجحت محاولته الاندماج في مجتمعه بما يفوق التصور، بفضل صبره وكفاحه للوصول الى هدفه وغايته، فكل ما حققه لم يكن سهلا كما يتراءى للبعض، بل جاء كثمرة لكفاح مرير، وتحد كبير، منذ ان تأمل سقوطه في ساحة المدرسة ولعبة كرة القدم . ويقول '' أكد في العمل، كي لا أعتمد على الآخرين'' وكان له ما أراد حين انخرط في مؤسسة التدريب المهني، لتعلم مهنة الخياطة التي أبدع فيها. ويروي المساعيد'' تقدمت للعمل في إحدى شركات ''الأزياء'' الخياطة ومعي ستة من رفاقي، قبلوا جميعا، غير ان طلبي رفض بسبب إعاقتي، وبعد مرور شهر طلب من احد رفاقي إحضار خياط، كي يساهم في إنجاز طلبية كبيرة للمصنع، عرض علي الأمر فقبلت، وبعد فترة وجيزة طلب مني صاحب المصنع ان اعمل لديه بوظيفة دائمة وبراتب اكثر من زملائي، وهكذا انطلقت في عالم الخياطة، حتى أسست مخيطتي الخاصة التي اصبحت فيما بعد اثنتين يشار اليهما بالبنان''. ويبين المساعيد عن امتلاكه سيارة فخمة من كده وتعبه، وهو الآن يمتلك المال ويشرف على مخيطتين، غير انه ما يزال يحلم بتحقيق ما رسمه في مخيلته ذات يوم.. وكانت المحطة الثانية حين التقيت بـ''بروسلي العرب'' المدرب في احد النوادي فاخذ بيدي ودربني على رياضة ''الكونغ فو '' التي حصلت فيها على (2 دان) كما طورت مهاراتي القتالية فتدربت على رياضة''الآرنيس'' وهي القتال بالسيف، واستخدام العكازات. أما هوياته فتمثلت في الغناء والتلحين، فعكف عل تعلم العزف على آلة العود، وبدأ مشواره في الغناء، فأنتج ألبوما يحتوي أغاني وطنية منها ما يذاع على أثير الإذاعات المحلية، ويسعى لإنجاز ألبومه الثاني، بالتعاون مع موزعين مثل ''سمير بغدادي''. ما يؤرقه ان المجتمع ما يزال ينظر إليه كمعاق، رغم تحقيقه للعديد من الإنجازات، فهو لم يكن عالة على احد، بل أصبح فاعلا في المجتمع، ويشرف على مصلحته التي يعمل فيها غيره ممن يعيلون أسرهم، ويقول عن هذه المرحلة ''انها التحدي الكبير بحصولي على شهادات قدرة وتفوق في رياضتين من أصعب الرياضات الجسمانية،'' الكونغ فو والآريس''. ويحلم المساعيد بإنشاء فرقة غنائية يجوب بها العالم تهدف الى مساعدة غيره من المعاقين وتأكيد فكرة بان المعاق الذي يمتلك الإرادة والتحدي قادر على انجاز اهدافه .