baroun المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 2508 نقاط : 18903 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 41 الموقع : www.elbayadh.ahladalil.com
| موضوع: عميروش سي الحواس كريم عبان حسيبة وبوضياف في بيت واحد بالبيض السبت 18 ديسمبر - 23:13 | |
| في شارع الشهيد عامر مسوس، المسمى على اسم عمّه، وفي البيت الذي ألقى فيه زبانية فرنسا القبض على والده المجاهد الراحل عمر مسوس، التقت الشروق اليومي بالبيض، السيد عبد الحميد مسوس، 58 سنة، هذا الرجل أو كما يسمونه "عاشق الشهداء"، أنجز أمرا عظيما لفائدة الثورة واحتراما لذاكرة الشهداء حين قرر تسمية ستة من أولاده بأسماء شهداء الثورة والوطن. بتلقائية وبساطة راح عبد الحميد يقدم لنا أبناءه الواحد تلو الآخر - عميروش 26 سنة، الحواس 22 سنة، كريم بلقاسم 19 سنة، حسيبة بن بوعلي 17 سنة، عبان رمضان 16 سنة، وانتهاءً بآخر العنقود محمد بوضياف 12سنة... فهو لم يستثن من تسمية أبنائه سوى من فضل تسميتها زبيدة على إسم المرحومة والدته القبائلية التي كانت تزرع في أذنيه بكلمة "لحمالا دغثمورث"، أي حب الوطن. وما أن فرغ عبد الحميد من تقديم أبنائه حتى خيّل إلينا أننا في متحف جهاد مفتوح على الطبيعة. الوالدة تنادي على ابنها من فناء البيت "الحواس الحواس، أرواح.." ومحمد بوضياف، يدخل علينا ثانية: ويقول "عميروش.. صديقك ينتظرك بالخارج"؟!!... واستمر المشهد بعد فترة من الزمن عندما رنّ هاتف المنزل يسأل عن حسيبة، فذكّرني مرافقي عبد القادر بقوله تعالى: "لا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، فالشهداء أحياء في الذاكرة وحتى على أرض الواقع، خصوصاً وأن كل من تناديه من أبناء عبد الحميد إلا ويقدم لك نبذة عن حياة الشهيد ومآثره ولماذا سمّاه أبوه بهذا الاسم، لدرجة أن عبد الكريم بلقاسم المولود بمدينة وهران، روى لنا حادثة طريفة تناقلها عن والده ومازالت منقوشة في ذاكرته إلى يوما هذا، حيث رفضت مصالح الحالة المدنية هناك تسمية الابن كريم وبعد سجال طويل بين الوالد، وضابط الحالة المدنية، وقع الاتفاق بتسمية الابن بعبد الكريم بلقاسم بدلا من كريم بلقاسم. أما عميروش المولود بسويعات فقط من بداية يوم 1 نوفمبر، فمازحنا بقوله العيد دائماً يومان ولا يمكن ذكر 1 نوفمبر، دون الثاني منه. أما شامة البيت المرح، محمد بوضياف، فذهب يتحدث لنا عن الشهيد المرحوم محمد بوضياف وكيف تعرّض إلى الاغتيال بمدينة عنابة، ويضيف بعدما قدم لنا شهادة ميلاده... أنا ولدت في يوم تاريخي وعزيز على كل الجزائريين، 11 ديسمبر، وسمّاني أبي على واحد من مفجري ثورة التحرير، ليختتم كلامه لنا مازحاً: "الجزائر إلى أين" وهو الشعار الذي رفعه الرئيس الراحل، وعنون به كتابه الشهير. أما بنت عبد الحميد زوبيدة، المسماة على والدته، فقالت لنا إنها عاهدت جدّها المجاهد المرحوم عمار بمقولة قبائلية "سرامغ سق أرويو باش أذ سمين أزواونسن غف إسماون نامغراسن"، وهي تعني بأنني سأسمّي أحفادي كلهم على أسماء شهداء الثورة، وهي نفس العبارة التي ختم بها عبد الحميد كلامه لنا بدموع ممزوجة بفخر وخوف، فالاعتزاز بالشهداء ودموع الحسرة والخوف من أن يضيع الجيل الحالي أمانة الشهداء.
السي عبد الحميد "أبو الشهداء" يتحدث للشروق:
"لا أبحث عن مجد أو شهرة وسأوصي أبنائي ببقية الشهداء مع الأحفاد"!
إنه لقاء تاريخي يشبه في رمزيته، اجتماع الـ22، حتى وإن كان ليس في مقدار أهميته، ولا في مستوى القرارات الحاسمة التي خرج بها، لكن أن تلتقي عائلة واحدة، على أسماء الشهداء وتواريخ الثورة الخالدة، فذلك ما لا يمكن للواحد أن يتصوره، أو للعقل أن يتجاوزه، دون أن يقف عنده باحترام وتقدير.
السي عبد الحميد، الذي زارته الشروق في بيته الصغير بالبيض، لم يكن باحثا عن الشهرة، ولا مريدا لها. كما أن الشروق، حاولت معه أكثر من مرة، ليقبل أخيرا أن ينشر صورة أبنائه وتفاصيل حياتهم وأسمائهم على صفحاتها، فقد قال في البداية أنه لم يفعل ما فعله، بحثا عن جزاء ولا شكور، وإنما فعل ذلك احتراما للتاريخ والثورة وللشهداء. ترى، هل كانت مصادفة، أن يولد محمد بوضياف الصغير، يوم الحادي عشر من ديسمبر، أو يولد عميروش في الفاتح نوفمبر،.. أم أن التاريخ، والقدر، و"المكتوب"، مثلما كان يقول عمي عبد الحميد، اجتمعت كلها لتكون سببا وراء هذه القصة المكتوبة بحروف وطنية خالصة.
في الكثير من الولايات، شاعت أسماء وألقاب المشاهير، بل وتعدت حدود الوطن إلى خارجه؛ ذلك أن الكثير من المواطنين أطلقوا على أبنائهم اسم "صدام حسين"بعد إعدامه واستشهاده، ذات فجر من عيد الأضحى، ليكرروا ما فعله الأولون في حربه الأولى ضد إيران والتحالف الدولي في بداية التسعينيات، ليسكن صدام في القلوب والعقول، وفي الدفاتر المدنية لكثير من العائلات الجزائرية. الأمر ذاته، بالنسبة، لهواري بومدين، وحتى لجمال عبد الناصر، لكن أن تجتمع أسماء الثوار الكبار في عائلة واحدة، وبين دفتي حالتها المدنية، كما يتفق ميلاد اثنين من أبنائها مع تاريخين هامين من تواريخ الثورة، وهما الفاتح نوفمبر والحادي عشر ديسمبر، فذلك ما يعد سابقة فريدة من نوعها، لم تتحقق ربما إلا نادرا، هذا إن كانت تحققت فعلا.
قصة الأسماء والتاريخ، ليست غريبة على عائلة مسوس، بل إن الشارع الذي تقطنه العائلة أصلا في البيض، يحمل اسم العم الذي مات شهيدا، والبيت الذي تسكنه، لو قدر لجدرانه أن تنطق، ستحكي للجميع، ما مضى من الأيام التي حملت عبق المقاومة والثورة، وكيف اقتحم المستدمرون البيت لاعتقال صاحبه، وهو الوالد السيد عبد الحميد، الذي يقول اليوم، إنه عازم على نقل تجربة تدوين الثورة في أسماء أبنائه، إلى أحفاده، لتكون للعائلة ربما في المستقبل القادم، حفيدة على اسم لالا فاطمة نسومر، أو جميلة بوحيرد، وحفيد على اسم العربي بن مهيدي، أو طالب عبد الرحمان، أو ابن حفيد، يسمى مصطفى بن بولعيد.. وهكذا، دواليك، في رحلة التاريخ والحاضر والمستقبل. | |
|
الكاسر
عدد المساهمات : 44 نقاط : 48 تاريخ التسجيل : 23/11/2010 العمر : 34
| موضوع: رد: عميروش سي الحواس كريم عبان حسيبة وبوضياف في بيت واحد بالبيض الأحد 26 ديسمبر - 15:03 | |
| السلام عليكم ألــف ألــف شكـر على المـــوضوع الــرائع والمشـاركة العطـرة ننتظـر منك الكثيـر ان شـاء الله
. | |
|