السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
نصائح للأسرة السعيدة
أيها الزوج..
بداية، نسأل الله تعالى أن يبارك لك في أهلك ومالك، وأن يجمع بينكما على خير، ونود أن نذكرك بهذه التوجيهات النبوية، ففيها سعادة أسرتك ودوام المودة بينك وبين زوجتك:
1. زوجتك أمانة في عنقك سوف يسألك الله عنها يوم القيامة؛ فاتق الله فيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( واستوصوا بالنساء خيراً؛ فإنهنَّ عَوانٌ عندكم) رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. ومَعْنى قَوْلِهِ: (عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) أي أَسْرَى فى أيْدِيكُمْ.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم المرأة فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أُحَرِّج حقَّ الضعيفين: اليتيم والمرأة) رواه أحمد وابن ماجه بسند حسن. ومعنى قوله: (أحرج حق الضعيفين) أي ألحق الحرج -وهو الإثم- بمن ضيعهما، فأحذّره من ذلك تحذيراً بليغاً، وأزجره زجراً أكيداً.
2. حسن الخلق ونبل الطبع من صفات المؤمنين؛ فتحل بهما، ولا تكن لئيم الطبع سيء المعشر، وانظر إلى حسنات زوجتك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَفرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) رواه مسلم. ومعنى يَفرَك: يبغض.
3. الصبر وحسن العشرة والسماحة صفات تديم المودة بينك وبين زوجتك؛ فاحرص عليها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(خَيْرُكُم خَيْرُكُم لأهله، وأنا خَيْرُكُم لأهلي) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب صحيح.
4. الغيرة على الزوجة دليل الإيمان والمحبة للزوجة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون مِنْ غَيرة سَعْدٍ؟! لأنا أغيرُ مِنْهُ، واللهُ أغيرُ مِنِّي) رواه مسلم.
5. سوء الظن والشك -وما يؤديان إليه من تجسس وتحسس- سبب رئيس في هدم البيوت، ونزع الثقة بين الزوجين؛ فاجتنبها، فقد قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)
الحجرات/12.
6. صاحب الرفق في التعامل مع الزوجة -وخاصة عند الأخطاء والزلات والعثرات- ناضج في فكره، محافظ على أسرته وبيته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شيء إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شيء إِلاَّ شَانَهُ) رواه مسلم.
7. النفقة على الزوجة ينبغي أن تكون بالمعروف، ولك الأجر والثواب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وَجْهَ اللَّهِ؛ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ)
متفق عليه.
8. من حق الزوجة عليك ألا تستأثر بطعام أو شراب أو كسوة دونها، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
(أن تُطْعِمها إذا طَعِمْتَ، وتكسوها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجهَ، ولا تقبِّح، ولا تهجرْ إلا في البيت)
رواه أحمد وأبو داود. ومعنى لا تقبِّح: أي لا تقل قبَّحك الله.
9. علم الفقه ضروري فتعلم منه ما تعرف به كيفية معاملة زوجتك، وما الحقوق والواجبات المتبادلة بينكما، وعلِّم زوجتك هذه الأحكام إن كانت تجهلها.
10. إفشاء أسرار الزوجية حرام ومنافٍ للأخلاق؛ فاجتنبه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن مِنْ أشرِّ الناس عند الله منزلةً يومَ القيامةِ الرجلَ يفضي إلى المرأةِ وتفضي إليه، ثم ينشر سِرَّها)
رواه مسلم.
ختاماً: من مروءة الكرام التغاضي عن الزلات في حال الفراق والطلاق. قيل لبعض الصالحين وقد أراد طلاق زوجته: ما الذي يسوؤك منها؟ فقال: العاقل لا يهتك سراً. فلما طلقها قيل له: لمَ طلقتها؟ فقال: ما لي ولامرأة غيري، قد صارت أجنبية عني!
أيتها الزوجة..
أختي الزوجة، بارك الله لك في زوجك، وجمع بينكما على خير، ونودّ أن نذكّرك بهذه التوجيهات النبوية؛ ففيها سعادة أسرتك، ودوام المودة بينك وبين زوجك:
1. القناعة والرضا بالقليل طريق للسعادة؛ فحذارِ من دفع زوجك للجوء إلى الحرام، فقد كانت بعض نساء السلف إذا أراد زوجها الخروج من منزله تقول له: إياك وكسب الحرام؛ فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار!
2. طاعة الزوج واجبة فيما لا معصية فيه؛ فاجتنبي معصية زوجك، ورفع الصوت عليه، وشكايته إلى أهلك دائماً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة: (أين أنتِ من زوجِك؛ فإنما هو جنَّتُك ونارُك) رواه أحمد و النسائي.
3. حق الزوج مقدم على جميع الأقارب؛ فإذا تعارضت الحقوق، فقدّمي حق الزوج ولا تبالي؛ لأن للزوج على زوجته أعظم الحقوق بعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو جاز لأحدٍ أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وذلك لعِظم حقه عليها.
4. من حق الزوج أن يُحفظ في ماله؛ فلا تخرجي شيئاً من البيت دون علمه، فإن تصدقت من ماله عن رضاه، كان لك مثل أجره، وإن كان بغير رضاه، كان له الأجر وعليك الوزر.
5. جارات السوء، وصديقات السوء، اللاتي يُثرنك على زوجك، ويُوقعن بينك وبينه، ويُقللن من شأنه أمامك؛ هنّ سبب خراب بيتك، وقتل المودة بينك وبين زوجك.
6. صبرك على أذى زوجك، وحكمتك في التعامل معه عند الغضب؛ ثمرته أن يحمد لك ذلك عند الرضا، واعلمي أن المشكلات الزوجية لا تكبر إلا بالعناد والمكابرة؛ فلا تهدمي بيتك بسبب الكبر والعناد.
7. إجابة الزوج إلى فراشه واجبة إلا إن كان لديك عذر شرعي، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن (مَنْ دعا امرأته إلى فِراشِه فأبتْ عليه؛ لعنتْها الملائكةُ حتى تُصبِح) متفق عليه.
8. يحرم عليك أن تَصِفي أحداً من النساء لزوجك، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتصفها لزوجها كأنه ينظرُ إليها) متفق عليه.
نصائح إلى أولياء الأمور:
أعزاءنا أولياء الأمور، إذا أردتم سعادة أولادكم وبناتكم فاحرصوا بارك الله فيكم على النصائح الآتية:
1. إذا كان الخاطب لابنتكم تاركاً للصلاة؛ فحذار من تزويجه ابنتكم؛ لأنها أمانة عندكم، والواجب عليكم أن تختاروا لها الأصلح في دينه وأخلاقه، والذي لا يصلي ليس كفؤاً للتي تصلي؛ لأن ترك الصلاة كسلاً فسوق، وتركها جحوداً وإنكاراً كفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بينَ الرجلِ وبينَ الكفرِ والشركِ تركُ الصلاة) رواه مسلم. وقوله عليه الصلاة والسلام: (العهدُ الذي بَيْنَنا وبينهم الصلاة؛ فمن تَرَكها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح.
2. إن التدخّل في حياة أبنائكم الخاصة ربما شوشها وعكّر صفوها؛ فليكن هذا التدخل في الوقت المناسب، وهدفه الإصلاح والمحافظة على كيان الأسرة.
3. الإفساد بين الزوجين حرام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس مِنّا من خبَّب امرأة على زوجِها) رواه أبو داود. ومعنى خبب: أي خدع وأفسد